انطلقت اليوم فعاليات الدورة الثامنة من منتدى الاستثمار العالمي، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك). وتستمر الدورة الثامنة من منتدى الاستثمار العالمي على مدى خمسة أيام حتى 20 أكتوبر 2023، وتجمع نخبة من القادة وكبار المستثمرين والمعنيين في مجال الاستثمار من مختلف أنحاء العالم.
ويعدُّ منتدى الاستثمار العالمي، الذي أُسِّس بمبادرة من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، منصةً عالميةً مهمة تجمع المعنيين الرئيسين من مختلف أنحاء العالم لصياغة السياسات والاستراتيجيات، بهدف مواجهة تحديات الاستثمار والتنمية العالمية. وينظِّم المنتدى قسم الاستثمار والمشاريع في الأونكتاد، انطلاقاً من حرصه على ضمان النمو الشامل وتوجيه الاستثمارات من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتشكيل بيئة استثمارية عالمية.
ويقدِّم المنتدى، الذي يُنظَّم بدعمٍ من وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي الشريك الرئيسي، منبراً متميزاً يركِّز بشكل خاص على «الاستثمار في التنمية المستدامة». وفي ظل الظروف والتطوُّرات العالمية الحالية، تصبح هذه الرؤية أكثر أهمية وحضوراً. ويتناول من خلال جلساته ومحاضراته، القضايا الملحَّة مثل الأمن الغذائي، والطاقة المستدامة، والبنية التحتية الصحية، وتحديات وحلول سلاسل الإمداد العالمية. ويسعى المنتدى إلى ضمان أن تظلَّ مبادئ الاستدامة نقطة تركيز رئيسية وعاملاً أساسياً في استراتيجيات وقرارات الاستثمار، مع مراعاة المصلحة العامة والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: «تضع دولة الإمارات، برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والاهتمام بقضايا البيئة والاستدامة في صدارة أولوياتها، وفي هذا الإطار، نرى أنَّ استضافة حدث عالمي بهذه الأهمية يعكس بوضوح التزام دولة الإمارات ودورها الريادي على الساحة العالمية في مواجهة التحديات المعاصرة، وبالأخص قضايا التغيُّر المناخي. وبما أنَّ العالم يتجه نحو مناقشات حاسمة عن البيئة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28)، تواصل الدولة الإسهام في قيادة الجهود الدولية لتحقيق نتائج مثمرة وفعّالة بخصوص القضايا الملحة المطروحة على أجندة المؤتمر».
وأكَّد معاليه الأثر العميق الذي تحقِّقه التجارة العالمية في دعم وتحقيق النمو على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وقال: «تمتلك التجارة قدرةً كبيرةً على مواصلة تعزيز الاستدامة والتقدُّم نحو مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً للأجيال المقبلة. وتميَّزت الإمارات في مجال الاستثمار، إذ بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فيها نحو 84.4 مليار درهم خلال العام الماضي 2022. ما يعكس المكانة المتميِّزة لدولة الإمارات بصفتها وجهةً استثماريةً رئيسية، ويؤكِّد الأهمية البالغة لاستضافة المنتدى في أبوظبي، فضلاً عن تعزيز مكانة الدولة ودورها على خريطة التجارة والاستثمار العالمية».
وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي: «تأتي استضافة الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي تأكيداً لرؤية القيادة والتزامها الراسخ بتعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك بهدف تحقيق المصلحة العامة للمجتمع العالمي. ويوفِّر المنتدى منصةً ملائمةً لصنّاع السياسات لصياغة استراتيجيات وسياسات للتعامل مع القضايا الاستثمارية والتنموية الملحة، وضمان توجيه استثمارات اليوم نحو مستقبل مستدام».
وأضاف معاليه: «أسَّست أبوظبي بيئةً اقتصاديةً داعمة، وأنجزت بنيةً تحتيةً ومنظومةَ اتصالاتٍ بمستويات عالمية، وتتميَّز برؤية ومنهج لريادة الأعمال لتوفير فرص النمو للمستثمرين. ونواصل البناء على الأسس المتينة لاقتصاد الصقر المتنامي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمساهمة في صياغة أفضل مستقبل ممكن للبشرية».
ويستقطب المنتدى، الذي يُنظَّم مرةً كلَّ عامين، أكثر من 7,000 مشارك من المعنيين في مجال الاستثمار من 160 دولة، ويجمع نخبةً من القادة ورؤساء الدول وصنَّاع القرار وقادة الأعمال وكبار المديرين التنفيذيين للشركات المتعددة الجنسيات، إضافة إلى ممثِّلي المجتمع المدني ووسائل الإعلام الدولية.
وباقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28)، خصَّص منتدى الاستثمار العالمي لعام 2023 جلساتٍ مهمةً للتمويل والاستثمار في المشاريع المتعلقة بالمناخ، ويطمح المنتدى في خلق بيئة تتيح لصانعي السياسات وأصحاب المصلحة مواءمة استراتيجياتهم مع المخرجات المتوقَّع أن تؤثر بشكل كبير في مفاوضات مؤتمر الأطراف.
وتعدُّ الفرص المتنوعة المصمَّمة خصيصاً للمشاركين إحدى السمات المميزة لمنتدى الاستثمار العالمي لعام 2023، لتمكينهم من التواصل مع خبراء ومتخصصين في مجال الاستثمار وتبادل الخبرات وبناء علاقات تعاون محتملة. ويوفِّر المنتدى رؤيةً معمَّقةً لمشهد الاستثمار العالمي والتحديات التي يواجهها العالم، ويتيح للمشاركين الاستفادة من ورش العمل المتخصِّصة لصقل مهاراتهم باستخدام أحدث أدوات الترويج للاستثمار واستراتيجياته.
وانعقدت ورشة عمل عن معايير الإفصاح عن الاستدامة الصادرة حديثاً عن مؤسَّسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، في 15 أكتوبر 2023 في حدث سابق للمنتدى. وتمثِّل هذه المبادرة بداية حقبة جديدة من الإفصاح المالي الذي يركِّز على الاستدامة في أسواق رأس المال العالمية. واستعرض المتحدثون البارزون، ومنهم جارلاث مولوي، مدير الشؤون الاستراتيجية (الاستدامة الداخلية وبناء القدرات)، ولويس جوثري، المستشار الفني الأول في منظمة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، أفكار التطبيقات العملية لهذه المعايير.
ويقدِّم المنتدى تجربةً غنيةً ومتعددة الأوجه، من خلال جدول أعمال متكامل يسلِّط الضوء على أبرز التوجُّهات والابتكارات في عالم الاستثمار. وإحدى أبرز محطات الحدث هو معرض الاستثمار، الذي يتيح للزوّار والمشاركين فرصة التفاعل مع مشروعات ومبادرات مستدامة، واستكشاف فرص التعاون المتاحة. بينما يوفِّر منتدى الشباب المساحة للجيل الجديد من القادة وروّاد الأعمال لتسليط الضوء على أهمية الصناعات الخضراء، ودور الابتكار والتعليم في دعم التنمية المستدامة.
ولا تقتصر فعاليات المنتدى على المحتوى الفني فحسب، بل تتنوَّع لتشمل اللقاءات الحصرية والمؤتمرات التي تستهدف فئةً خاصةً من المدعوين، وتهدف إلى تعزيز التواصل والتبادل المعرفي بين القادة وصُنّاع القرار، إضافةً إلى جلسات الحوار والندوات التي تجمع خبراء من مختلف القطاعات لمناقشة أحدث التحديات والفرص المتعلقة بالاستدامة، وكيفية تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص لتحقيق تطلُّعات التنمية المستقبلية.
ويشمل الحدث أيضاً مجموعةً من المؤتمرات المتخصِّصة التي تناقش مواضيع تشمل الطاقة المستدامة وتنمية ريادة الأعمال، إضافةً إلى جلسات تفاعلية قيِّمة في مجالات عدة مثل سوق الكربون واتجاهات الاستثمار في الصحة. ويختتم المنتدى بتقديم مبادرات استراتيجية تركِّز على سياسات التجارة والاستثمار، والعمل المناخي، والأدوات المالية المبتكرة التي تستهدف أصول الوقود الأحفوري. ومن المقرَّر أن يكون هذا المنتدى منارةً للرؤى الانتقالية في عالم الاستثمار العالمي.
وتُستكمَل الفعاليات الأساسية بسلسلة من الفعاليات الجانبية المصمَّمة لتوفير رؤية شاملة للمشهد الاستثماري، وتشمل الحوار العالمي الثاني بشأن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، الذي ستستضيفه دولة الإمارات، ومنتدى الأغذية الزراعية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة. ويعمل المؤتمر الأكاديمي، بالتعاون مع AIB وSIEL، على تعزيز التبادلات العلمية. ولضمان أن يتناول المنتدى جميع جوانب الاستثمار المستدام، تشمل فعالياته مسارات متعددة في آن واحد، وتشمل مواضيع حيوية مثل تغيُّر المناخ، وانتقال الطاقة، وريادة الأعمال، والصحة. وتتناول القطاعات الأخرى المركَّزة قضايا النوع الاجتماعي والتكنولوجيا والصناعة والبنية التحتية والفروق الدقيقة في التمويل المستدام، ما يوفِّر للمشاركين تجربة شاملة.
ومنذ انطلاقه، تطوَّر منتدى الاستثمار العالمي لسد الفجوة الاستثمارية في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وقد تمكَّنت المنتديات السابقة التي عُقِدَت في مدنٍ مثل أكرا، وشيامن، والدوحة، وجنيف، ونيروبي، وعبر الإنترنت في عام 2021، من تعزيز سمعته. وبانعقاده هذا العام في أبوظبي، يتطلَّع المنتدى إلى تعزيز مهمته، وتقديم حلول قابلة للتنفيذ لمجتمع الاستثمار العالمي.