ينظِّم مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) بدعم من وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، الدورة الثامنة من «منتدى الاستثمار العالمي» في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) في أبوظبي، التي تجمع أكثر من 7,000 من المسؤولين الحكوميين وصُنّاع القرار وقادة الأعمال وخبراء الاستثمار من أكثر من 160 دولة لمناقشة أهم قضايا الاستثمار في التنمية المستدامة.
ويتيح المنتدى لمجتمع الأعمال والاستثمار العالمي التعرف على مميزات وبرامج «اقتصاد الصقر» الذي يقود رحلة الإمارة إلى المرحلة المقبلة من التنويع الاقتصادي، وتعزيز التحوُّل إلى اقتصاد ذكي ودائري يشمل جميع الشرائح ويرسِّخ التنمية المستدامة. وتُنظَّم خلال المنتدى جلساتُ نقاشٍ وورش عمل تفاعلية لاستعراض مبادرة «اصنع في الإمارات» التي تستهدف تطوير القطاع الصناعي في الدولة، بالتوافق مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.
وتسهم هذه الفعاليات في تعزيز تبادل الأفكار وأفضل الممارسات، وتعزيز الحوار والتعاون، وتحفيز العمل المشترك لصياغة سياسات واستراتيجيات الاستثمار العالمية، وتوجيه عمليات التجارة الدولية والاستثمارات نحو القطاعات المستدامة.
وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي: «يأتي تنظيم منتدى الاستثمار العالمي تأكيداً لرؤية القيادة الحكيمة والتزامها الراسخ بالتعاون الدولي والعمل المشترَك، لتطوير حلول مبتكرة من أجل المصلحة العامة للمجتمع العالمي، والاستفادة من أساسيات (اقتصاد الصقر) لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والإسهام بفاعلية في صياغة مستقبل أفضل للبشرية».
وأضاف معاليه: «نجحت أبوظبي في تحقيق إنجازات ملموسة لتحقيق أهداف استراتيجية التنويع الاقتصادي، ما يشكِّل أساساً متيناً لمواصلة تطوير اقتصاد المعرفة والابتكار. ونعمل على رعاية وتحفيز المواهب لصياغة حلول لتحديات الحاضر والمستقبل، مع التحسين المستمر لمنظومة الأعمال من أجل توفير فرص واسعة للمستثمرين للنمو والتوسُّع».
وقال: «نتطلَّع إلى استقبال قادة الدول والأعمال والاستثمار وصُنّاع القرار في أبوظبي، عاصمة رؤوس الأموال، للتباحث عن أفضل السبل لتعزيز الأطر الملائمة من أجل ضمان الاستفادة من التجارة والاستثمارات العالمية لتحقيق الأهداف المشتركة للمجتمع الدولي».
يمثِّل منتدى «استثمر في الغد: التحوُّل الاقتصادي في أبوظبي»، الذي تنظِّمه دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ضمن فعاليات اليوم الثالث من منتدى الاستثمار العالمي (أونكتاد) منصة مهمَّة لتعريف مجتمع الأعمال والاستثمار باقتصاد الصقر المتنامي في أبوظبي ومميزاته في تعزيز مكانة الإمارة، بوصفها قوةً اقتصاديةً وماليةً رائدةً، ووجهةً مفضَّلةً للمواهب والأعمال والاستثمارات، إضافةً إلى الاستراتيجيات التي تقود التوجُّه نحو مستقبل مستدام ومزدهر.
وتشمل أجندة «استثمر في الغد» كلمات رئيسية وجلسات نقاشية منها جلسة «جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في عصر الثورة الصناعية الرابعة: الفرص والتحديات» والتي تناقش العوامل الرئيسية التي تجعل من أبوظبي وجهةً جاذبةً للمستثمرين وكيفية توافق هذه العوامل مع الإمكانات التحويلية لتقنيات ومناهج الثورة الصناعية الرابعة.
وستناقش الجلسة أيضاً دور تدفُّق الاستثمار الأجنبي المباشر في تحفيز التقدُّم التقني وتعزيز القطاع الصناعي، وأهمية السياسات الحكومية وحوافز الاستثمار والأطر التنظيمية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودفع نمو الصناعات المتطورة، فضلاً عن دور التجارة الدولية والممارسات المستدامة والمسؤولية الاجتماعية والتنمية الشاملة كعوامل أساسية لدعم النمو الاقتصادي.
ويتناول منتدى «استثمر في الغد» الدور الحيوي الذي تؤديه الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز الاقتصادات من خلال توفير فرص العمل، وتحفيز الابتكار، والإسهام في التنويع الاقتصادي. ويستعرض المشاركون الإجراءات التي اتخذتها حكومة أبوظبي لاستقطاب المواهب وتطويرها وتمكينها.
وتنظِّم وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة بالتعاون مع منتدى الاستثمار العالمي 2023، جلسة حوارية بعنوان «الاستثمار في الإمارات: فتح الفرص لتحقيق الازدهار المستدام»، ويأتي ذلك ضمن فعاليات مبادرة «اصنع في الإمارات» الهادفة إلى توجيه دعوة مفتوحة للمصنِّعين والمستثمرين والمبتكِرين وروّاد الأعمال محلياً وعالمياً لتأسيس أعمالهم في دولة الإمارات، والاستفادة من المزايا والفوائد الاستثنائية للتصنيع التي توفِّرها دولة الإمارات.
يستعرض المشاركون في الجلسة أبرز إنجازات القطاعين الصناعي والتكنولوجي في دولة الإمارات، التي تحقَّقت بفضل تطبيق الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة لعام 2021، لتعزيز نمو وتطوُّر القطاع الصناعي الوطني، وزيادة حصته في الناتج المحلي الإجمالي، وجذب وتحفيز الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ودعم ريادة الأعمال، وتعزيز تنافسية المنتجات المحلية، وإبراز مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للتصنيع والابتكار، إضافةً إلى تعزيز الاستدامة وخفض وإزالة الكربون في القطاع الصناعي، ما ينسجم مع «عام الاستدامة»، وتحقيق مستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050، واستعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف (كوب 28)
وتسلِّط الجلسة الضوء على الإمكانات والفرص الاستثمارية الهائلة التي تمتلكها دولة الإمارات، حيث تمتَّع بمميزات اقتصادية جذّابة وتنافسية وتتميَّز بسهولة مزاولة الأعمال للمستثمرين والشركات الأجنبية، إلى جانب امتلاكها مصادر للطاقة والمواد الخام، وموقعاً استراتيجياً وبنية تحتية لوجستية عالمية المستوى وقدرات تقنية متقدِّمة. فضلاً عن إطلاقها وتبنّيها عدداً من المبادرات مثل «اصنع في الإمارات» وإطلاق برنامج «التحوُّل التكنولوجي» الذي يستهدف 1,000 مشروع بحلول عام 2031، وتسريع تبنَّي تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية.
ينظِّم المنتدى، بالتعاون مع قمة «إيه آي إم» للاستثمار، «ملتقى الاستثمار السنوي» وهو منتدى مصاحب يتضمَّن جلستين حواريتين تحت عنوان «الشمول المالي الرقمي: التحرُّك نحو اقتصاد عالمي مبتكر ومترابط وشامل»، و«سلاسل الإمداد - الطريق إلى الأمام: تحديات عام 2023»، وخطاب تفاعلي ومقابلة على المنصة.
وتسلِّط الجلسة الأولى الضوء على الفرص والتحوُّل السريع للتمويل الرقمي، الذي نجح في تحسين الوصول إلى التمويل للشرائح الأقل حصولاً عليه، فيما تناقش الجلسة الثانية أبرز التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد العالمية مثل نقص العمالة، وتزايد التهديدات السيبرانية، والتوترات الجيوسياسية، وقضايا التغيُّر المناخي، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات الرقمية في هذا المجال.
ويتناول الحوار التفاعلي عن «مستقبل المدن: الازدهار وسط الاضطرابات» مستقبل المدن خلال الثلاثين عاماً المقبلة، والتوقُّعات بأن تشهد تغييرات غير مسبوقة بالتحوُّل نحو المدن الخضراء.