تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأُسر الشهداء رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، انطلقت أعمال النسخة الثانية من منتدى «ود» لتنمية الطفولة المبكرة في فندق إرث – أبوظبي، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة.

شهد انطلاق أعمال المنتدى سموّ الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، عضو مجلس أمناء هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، إضافةً إلى مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصِّصين وصنّاع القرار من مختلف دول العالم.

وأكَّدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم خلال كلمة لها في المنتدى، أهمية دور التربية خلال مرحلة الطفولة المبكرة في تعزيز تطوُّر الطفل ونموّه الفكري والعاطفي، بجانب تطوير المحتوى التعليمي والإعلامي الخاص بالطفل، بما يتناسب مع مستوى إدراكه في العصر الحالي الذي يشهد تطوُّراً كبيراً في مجال التكنولوجيا، وضرورة العمل معاً من أجل سدِّ فجوة التعليم التقليدي غير المبتكر، والمصادر التعليمية والوسائل الإعلامية النمطية وسط الانفتاح على الثقافات الأخرى.

وقالت سموّها: «إنَّ دولة الإمارات قطعت شوطاً طويلاً في دعم حقوق الطفل في مختلف المجالات، فكانت من الدولِ الرائدةِ عالمياً في مجال حماية ورعاية الطفولة، والسبّاقةِ في إطلاق المشاريع والمبادرات الهادفة لتعزيز تنشئة أجيال المستقبل، والقُدوة في سنِّ القوانين التي رسَّخت مكانة الطفل في المجتمع».

ونوَّهت سموّها بأهمية منتدى «ود» بوصفه منصة عالمية لدعم قطاع الطفولة المبكرة، وجهود تطوير الأبحاث المتعلقة بهذا المجال المهم.

ويشارك في منتدى «ود» لتنمية الطفولة المبكرة، على مدى يومين، 60 متحدثاً من الخبراء والمتخصِّصين وصنّاع القرار يمثِّلون 20 قطاعاً مختلفاً ضمن فعاليات متنوّعة تهدف إلى الخروج بنتائج قابلة للتنفيذ، وتقديم حلول مبتكرة لتعزيز تنمية الطفولة المبكرة محلياً وإقليمياً ودولياً. وتتضمَّن أعمال المنتدى 25 جلسة تفاعلية وحوارية وجلسات تدريبية متقدِّمة وورشاً متخصِّصة.

استهل المنتدى أولى جلساته بكلمة صوتية لمعالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، رئيسة مبادرة «ود»، أكَّدت خلالها أنَّ المبادرة انطلقت من دولة الإمارات تحقيقاً لرؤية الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بأنَّ أطفال الدولة هم الثروة الحقيقية، التي نواصل تحقيقها من خلال الاستثمار في الأفراد والأُسر والمجتمعات، والتي تبدأ من الأطفال أصغر أفراد المجتمع.

وأشارت معاليها إلى أنَّ التطوُّرات المتسارعة في العالم تفرض مزيداً من التحديات، وبالتالي يجب على الوالدين والأطفال تعلُّم كيفية التنقُّل بين الآفاق الجديدة، منوِّهة بأنَّ التعاون هو حاجة ملحَّة لتوفير مستقبل أفضل للأطفال، وأننا نواجه هذا التحدي من خلال الابتكار الذي يركِّز على الإنسان والبحوث المتطوِّرة، بما يجسِّد التزام دولة الإمارات وإمارة أبوظبي بضمان أساس دائم لنموّ وازدهار الأجيال المقبلة على مستوى العالم.

وأكَّدت معاليها التزام مبادرة «ود» لتنمية الطفولة المبكرة بتحقيق نتائج طويلة الأمد وذات أثر في حياة الأطفال والأُسر والمجتمعات، من خلال جمْع أكثر من 75 خبيراً من قادة هذا المجال ضمن حوارات تهدف إلى ضمان الرخاء المستقبلي لجميع الأطفال، مشيرةً إلى أنَّ المنتدى يوفِّر منصة متميِّزة لدفع الزخم طويل الأمد للخبراء والوالدين وصنّاع السياسات والمبدعين، لمعالجة التحديات التي يواجهها أطفالنا اليوم، والتي قد يواجهونها في المستقبل.

وشهدت فعاليات اليوم الأول مجموعة من الحلقات النقاشية التي تناولت مواضيع متنوّعة تتعلَّق بالطفولة المبكرة، من بينها جلسة خاصة مع سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمؤسَّسة نواة، بعنوان «كيف استفاد الأجداد من رواية القصص»، أكَّدت خلالها أنه يمكن للفنان أو الشاعر أو الراوي القَصصي إلقاء الضوء على العادات والثقافات باستخدام أدواتٍ من الماضي لتوجيه تفاعل وفضول الأطفال، مضيفةً أنَّ فضول الأطفال يتم توجيهه فقط من خلال التعليم أو الأسرة عبر توفير الأنشطة التي تسمح لهم باستكشاف هواياتهم واهتماماتهم.

ويسلِّط منتدى «ود» الضوء على أهمِّ العوامل المتعلقة بالسنوات الأولى من مرحلة الطفولة، ويهدف إلى دفع التعاون والعمل المشترك ليسهم الجميع في تعزيز قدرات الأطفال لبناء مجتمعات مزدهرة، كما يدعم المنتدى جهود الخبراء العالميين متعدِّدي التخصُّصات والشركاء المحفّزين لقيادة الابتكار، جنباً إلى جنب في دولة الإمارات العربية المتحدة، لدفع التعاون الفاعل عبر مختلف القطاعات من أجل تنمية الطفولة المبكرة.

وشهدت أعمال المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة وهيئة أبوظبي للتراث، تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين لتحقيق الأهداف والرؤى المشتركة، وتطوير شراكتهما الاستراتيجية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى إيجاد حلول استباقية للتحديات التي تواجه الهُوية الثقافية واللغة لدى الأجيال المقبلة، كما تهدف المذكرة إلى وضع إطار عمل مشترَك يرسِّخ مكانة أبوظبي، ويسهم في تعزيز قيم الهُوية الوطنية بجانب دعم مسيرة التنمية الشاملة للأطفال منذ فترة الحمل وحتى سن الثامنة.

وتضمَّنت فعاليات أسبوع أبوظبي للطفولة المبكرة، جلسات عمل «ملتقى أبحاث تنمية الطفولة المبكرة» الذي يقام تزامناً مع منتدى «ود»، ويجمع أكثر من 90 باحثاً من الخبراء والمتخصِّصين من دولة الإمارات والمنطقة العربية والقارة الإفريقية يمثِّلون 37 جنسية مختلفة، للتركيز على تطوير منظومتي الابتكار والبحوث في تنمية الطفولة المبكِّرة، إضافةً إلى الفعاليات المجتمعية التي ينظِّمها شركاء المبادرة في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي، فضلاً عن «معرض تنمية الطفولة المبكرة 2024» في حديقة أم الإمارات في أبوظبي، الذي يُقام بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة، الراعي الرسمي للمعرض، ويوفِّر مجموعة من الأنشطة والبرامج التعليمية والترفيهية للأطفال والأُسر.

يُذكَر أنَّ قائمة الشركاء الرئيسيين لأسبوع أبوظبي للطفولة المبكِّرة تشمل كلاً من الأكاديمية الوطنية لتنمية الطفولة (شريك الرؤية)، إلى جانب الشركاء الرئيسيين، وهم شركة مبادلة للاستثمار و"القابضة" (ADQ)، والدار العقارية، والشركاء الرسميين وهم «إي آند» و«مدن»، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، و«أدنوك»، وشركاء الأثر وهم «بيورهيلث»، ومؤسسة الإمارات، والشركاء الاستراتيجيين، وهم دائرة البلديات والنقل، ودائرة الصحة – أبوظبي، ودائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، ودائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، والشريك الإعلامي شبكة أبوظبي للإعلام، وشريك الفعالية فندق إرث.