تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شهد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مراسم تكريم الفائزين بالدورة السادسة من جائزة زايد للأخوّة الإنسانية.
أُقيمَت مراسم التكريم في صرح زايد المؤسِّس في أبوظبي، بحضور نخبة من القادة العالميين والشخصيات البارزة ومناصري العمل الإنساني، منهم فخامة خوسيه راموس هورتا، رئيس جمهورية تيمور الشرقية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة جمعية واجب التطوعية، ومعالي الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مكتب المؤسِّس، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة بوزارة الخارجية، ومعالي عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، ومعالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة، ومعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ومعالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وفيرونيكا ديل سوكورو ألكوسير جارسيا، السيدة الأولى لجمهورية كولومبيا، وتشارلز ميشيل، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي. وافتُتِحَ التكريم، الذي عُقِدَ تحت شعار «نسيج الإنسانية»، بعرض مؤثِّر قدَّمته المغنية الإندونيسية الكفيفة بوتري أرياني، البالغة من العمر 18 عاماً، وعازف البيانو الإماراتي راشد المرزوقي.
وتزامن هذا التكريم مع الاحتفال باليوم الدولي للأخوّة الإنسانية، الذي أقرَّته الأمم المتحدة بالإجماع، إحياءً لذكرى توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019.
وكرَّمت الدورة السادسة من الجائزة معالي ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء باربادوس، مستشار أول وعضو برلمان. ومُنِحَت الجائزة لمنظمة «المطبخ المركزي العالمي»، التي أسَّسها الشيف خوسيه أندريس، وكرَّمت الجائزة الشاب هيمان بيكيلي، البالغ من العمر 15 عاماً المبتكر في مجال الصحة.
ونالت معالي ميا أمور موتلي الجائزة تقديراً لقيادتها الملهمة وجهودها في العمل على مواجهة التغيُّر المناخي. وتُعَدُّ مبادرتها «بريدج تاون»، التي أطلقتها عام 2022، من أبرز جهودها في إعادة هيكلة الأنظمة المالية العالمية، حيث تهدف إلى إعطاء الأولوية للمرونة المناخية في الدول الأكثر عرضة للمخاطر. وتعهَّدت بجعل باربادوس تعتمد بنسبة 100% على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وقدَّمت حلولاً مبتكرة، منها مقايضة الديون بالمناخ، ما أسهم في إعادة توجيه الموارد نحو تعزيز المرونة المناخية.
ومُنِحَت الجائزة لمنظمة «المطبخ المركزي العالمي» تقديراً لجهودها الإنسانية الاستثنائية في توفير الإغاثة الغذائية للمجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية. فمنذ تأسيسها عام 2010، قدَّمت المنظمة أكثر من 300 مليون وجبة غذائية في أكثر من 30 دولة. وأسهم نموذجها الفعّال للاستجابة السريعة وجهدها في أكثر البيئات خطورة على مستوى العالم في تعزيز مكانتها جهةً رائدةً عالمياً في مجال الإغاثة الإنسانية.
وحصل هيمان بيكيلي على الجائزة تقديراً لجهوده في إنقاذ حياة الفئات الأكثر ضعفاً ورؤيته لتحقيق رعاية صحية ميسورة ومتاحة للجميع، حيث طوَّر هيمان صابوناً فعَّالاً للوقاية من سرطان الجلد وعلاجه في مراحله المبكرة، مستلهماً ابتكاره من التحديات التي تواجه الدول النامية في تحمُّل تكاليف العلاج. ويتعاون هيمان حالياً مع كلية «جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة» لتطوير هذا المنتج، حيث يرى باحثو سرطان الجلد في ابتكاره فرصة لإحداث تحوُّل في الرعاية الصحية في المجتمعات الأقل حظاً، وتعزيز الوصول إلى علاجات ميسورة التكلفة عالمياً.
وجّه قداسة البابا فرنسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب رسائل مصوَّرة خلال الحفل.
وقال فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب: «يسرُّني في هذه المناسبة أن أتقدَّم بأصدق التهاني للفائزين بجائزة زايد للأخوَّة الإنسانية لهذا العام، وأخصُّ بالذكر السيدة ميا أمور موتلي، مقدِّراً جهودكم الدؤوبة في مواجهة التحديات العالمية، وعلى رأسها تغيُّر المناخ، الذي يتطلَّب قيادة حقيقية ورؤية مستقبلية. إلى البطل الشاب، هيمان بيكيلي، طفل اليوم وعالم الغد، لقد كان من دواعي سروري أن أشهد هذا التقدير المستحق لكم، والذي يعكس الإيمان بقدرة الشباب على إحداث تغيير حقيقي. أمّا تكريمكم اليوم لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، فهو في الواقع تكريم لكلِّ العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، أولئك الذين تركوا أوطانهم وعائلاتهم ليكونوا عوناً للمحتاجين والمضطهدين في أصعب الأوقات. جهودكم جميعاً مصدر إلهام للعالم، ورسالة أمل لمستقبل أكثر إنسانية».
وقال قداسة البابا فرنسيس: «كلي ثقة وفخر بأنَّ الفائزين بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية سيصبحون مصدر إلهام للآخرين، يحفزونهم إلى إطلاق مبادرات تعزِّز قيم التعايش السلمي، والتقارب بين الشعوب. إنهم يجسِّدون روح التعاون البنّاء بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، ويعملون معاً لخدمة الإنسانية جمعاء، وترسيخ مبادئ السلام والتضامن في عالمنا اليوم».
وقالت معالي ميا أمور موتلي: «تقع على عاتقنا مسؤولية توجيه التاريخ نحو المسار الصحيح، ليس من أجل حاضرنا وحسب، بل من أجل الأجيال الشابة التي ستحمل المستقبل بين أيديها أيضاً. إنَّ جائزة زايد للأخوّة الإنسانية تعكس القيم المشتركة التي يجسِّدها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس، وتمنحنا فرصة مثالية للتفكير في الأولويات الحقيقية التي يجب أن توحِّدنا. فمن دون الحياة، لا نملك شيئاً، ومن دون كوكب يحفظنا جميعاً، لا نملك أيَّ شيء على الإطلاق. أشكركم على هذا التكريم العظيم، الذي لا أعتبره شرفاً لي شخصياً وحسب، بل هو تكريم أيضاً لكلِّ مَن يسعى لأن يكون له صوت من أجل كوكب أكثر استدامة، ومن أجل عالم يسوده السلام والعدل».
وقال الشيف خوسيه أندريس: «تمثِّل هذه الجائزة انعكاساً حياً للقيم التي غرسها الشيخ زايد، ليس فقط في المجتمع الإماراتي، بل في العالم أجمع، والتي تظهر في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتفاهم والاحترام. هذه هي المبادئ التي ترتكز عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ذاتها التي نسعى في منظمة المطبخ المركزي العالمي إلى تجسيدها من خلال منهجية خاصة، عبر تقديم الدعم والمساندة لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها».
وقال هيمان بيكيلي: «هدفي الأسمى الدائم تحقيق المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية، والتأكُّد من أنَّ العلاجات والتقنيات المنقذة للحياة لا تخضع لقيود الجغرافيا أو الثروة أو الامتيازات. فالعلم والابتكار يجب أن يكونا في خدمة الإنسانية جمعاء، وليسا حكراً على مَن يستطيعون تحمُّل تكاليفهما. هذه الجائزة تمثِّل خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الحلم، لكنها ليست سوى البداية. أدعوكم جميعاً للانضمام إليَّ في جعل الرعاية الصحية حقاً عالمياً متاحاً للجميع دون استثناء».
وشهد حفل التكريم الإعلان عن فتح باب الترشيحات لدورة الجائزة لعام 2026، ويمكن للجهات المؤهّلة تقديم ترشيحاتها من خلال الموقع الرسمي لجائزة زايد للأخوّة الإنسانية: zayedaward.org.