أطلقت دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومجلس أبوظبي الرياضي، ومبادلة للرعاية الصحية، برنامجاً يهدف لتعزيز السلوكيات الصحية لدى فئة كبار السن باستخدام آليات التبصر السلوكي تحت عنوان "لياقة للأبد"، عبر تقديم باقة متنوعة من الأنشطة الرياضية المختلفة، للوصول بهم إلى أعلى مستويات الصحة والسلامة، وإحداث التوازان الشخصي والعقلي والجسدي لهذه الفئة كي يعيشوا حياة أفضل في المجتمع.
وقال سعادة المهندس حمد علي الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع: إن برنامج "لياقة إلى الأبد" يعد ثمرة التعاون مع الجهات الثلاثة للمساهمة في دعم وتعزيز وتقوية العلاقات المشتركة بما يضمن تحقيق التكامل بين الجهات والأهداف الموضوعة من قبلهم، وذلك في سبيل تبادل الخبرات في مجالات البحوث العلمية والدراسات ذات العلاقة بتطوير الخدمات والبرامج المجتمعية الرامية إلى خلق مجتمع نشط ومسؤول، إلى جانب رفع مستوى اللياقة الصحية وجودة حياة كبار المواطنين والمقيمين، عبر توفير الأنشطة الرياضية المتنوعة للوصول بهم إلى أعلى مستويات الصحة والسلامة، وإحداث التوازن الشخصي والعقلي والجسدي.
وأضاف سعادته: نحرص في دائرة تنمية المجتمع على دراسة نمط جودة الحياة في مجتمع إمارة أبوظبي، عبر تفعيل استبانات تعكس رأي أفراد المجتمع للتعرف على احتياجاتهم وتطلعاتهم حول العديد من المواضيع الاجتماعية ذات الأولوية، حيث يعد البرنامج خطوة لإشراك كبار السن وحثهم على ممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي تتناسب مع أعمارهم عبر مجموعة من التمارين البسيطة التي بالإمكان تأديتها في المنزل.
وأكد الظاهري، أن برنامج لياقة للأبد سيقدم العديد من الأنشطة الرياضية التي تتناسب مع أعمار المشاركين وتُسهم في تحقيق النفع على صحتهم ونشاطهم، مشيراً إلى مواصلة الدائرة بالاهتمام بالابتكار الاجتماعي كوسيلة فعّالة في معالجة التحديات والمواضيع الاجتماعية ذات الأولوية التي يصعب حلها بالطرق التقليدية عبر تحفيز أفراد المجتمع على تبني عادات رياضية كأسلوب حياة.
وبهذه المناسبة قالت سعادة مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية: "إن العالم يحتفي في شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين ونحن في دولة الإمارات وفي ظل توجيهات قيادتنا الرشيدة التي يأتي على رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" تحظى هذه الفئة المهمة من كبار المواطنين والمقيمين باهتمام خاص، من خلال توفير منظومة متكاملة من التشريعات والسياسات والخدمات التي تكفل لهذه الفئة الرعاية والتأهيل والتنمية والحماية لضمان استقرارهم وتعزيز جودة حياتهم وتفعيل مشاركتهم في المجتمع".
وأكدت سعادتها على أن مؤسسة التنمية الأسرية تعزز التطلعات الحكومية، وتضطلع بدورٍ كبيرٍ لترجمة توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الاسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات" الرامية إلى توجيه كافة أشكال الدعم وتسخير كافة الإمكانيات لهذه الفئة المهمة في المجتمع فهم فخرنا وقدوتنا.
وأشارت إلى أن مؤسسة التنمية الأسرية تعمل وفق اختصاصاتها ومهامها على تقديم خدمات المساندة الاجتماعية الشمولية لكبار المواطنين بما يضمن الحد من عوامل الخطورة ورفع عوامل الحماية لديهم واستثمار طاقاتهم بما يعود على المجتمع بالنفع مع التركيز على الفئات الأكثر حاجة للدعم والمساندة الاجتماعية لضمان اندماجهم الكامل في المجتمع وتعزيز صحتهم النفسية.
وأوضحت أن عدد المسنين وفقاً للإحصائيات التقديرية من مركز الإحصاء- أبوظبي لعام 2021 بلغ 51679 وكان عدد المواطنين منهم 19704، وغير المواطنين 31975، حيث عملت المؤسسة على بناء قاعدة بيانات لكبار المواطنين في إمارة أبوظبي خلال عامي 2020 – 2021 تهدف إلى الوصول لفئة كبار المواطنين من مواطنين ومقيمين لتقييم أوضاعهم الأولية وتحديد احتياجاتهم من البرامج والخدمات التي تقدمها المؤسس بالإضافة إلى تحديد عوامل الخطورة المحتملة التي توثر على جودة حياتهم.
وتابعت: تم التواصل مع 25645 من كبار المواطنين ضمن قاعدة البيانات وتم تقييم أوضاعهم واحتياجاتهم الأولية، حيث تبين وجود عوامل خطورة محتملة على عدد 1453 وتم تصميم خدمات المساندة الاجتماعية لكبار المواطنين وخط مساندة كبار المواطنين لتقديم الخدمات اللازمة لهم بالتنسيق مع دائرة تنمية المجتمع قائد المحور الاجتماعي في إمارة أبوظبي والجهات ذات الاختصاص في الإمارة، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات المؤسسة خلال عام 2021 من كبار المواطنين 33246 مستفيداً.
وتطرقت سعادتها إلى أهمية الشراكات لتعظيم الفائدة لكبار المواطنين وتعزيز جودة حياتهم، إذ يأتي توقيع مذكرة التفاهم بين دائرة تنمية المجتمع ومبادلة للرعاية الصحية ومجلس أبوظبي الرياضي في شأن "مبادرة لياقة للأبد"، التي تهدف إلى رفع مستوى اللياقة الصحية وجودة الحياة لكبار المواطنين وتجمع بين الخدمات الوقائية الاجتماعية والصحية ضمن إطار يعزز تكاملية الخدمات ويضمن رصد وتحقيق أثر اجتماعي فعلي وملموس على حياة كبار المواطنين في إمارة أبوظبي، الأمر الذي يجعل من هذه الشراكة أنموذجاً يحتذى به في مجال تصميم خدمات مشتركة بين الجهات ذات الاختصاص لتعزيز رفاه حياة كبار المواطنين وبما يضمن أمانهم واستقرارهم واندماجهم في المجتمع.
من جهته قال سعادة عارف العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، يعتبر برنامج لياقة إلى الأبد برنامج عصري ومبتكر، ويقدم باقة متنوعة من الأنشطة الرياضية المختلفة، للوصول بكبار السن إلى أعلى مستويات الصحة والسلامة، حيث سيقدم المجلس المحاضرات النظرية والعملية التوعوية لكبار السن، بمتابعة حثيثة مع مبادلة للرعاية الصحية، للوصول إلى الهدف الرئيس الذي يسعى البرنامج إلى تحقيقه.
إن البرنامج الجديد يؤكد حرص واهتمام القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل للمبادرات الوطنية الطموحة لتعزيز السلامة والصحة واللياقة البدنية لعموم فئات المجتمع وخاصة فئة كبار السن، بما ينعكس إيجابا على جودة الحياة في أبوظبي، حيث يمثل البرنامج امتداداً للبرامج التوعوية الهادفة لترسيخ مفاهيم الرياضة، والعمل على تحسين لياقة كبار السن البدنية، وصحتهم بشكل عام.
نفخر بالبرامج التي تقدمها دائرة تنمية المجتمع بالتعاون مع مختلف الجهات الأخرى، والتي تتناغم مع خططنا ومبادراتنا لتعزيز تفاعل المجتمع بالرياضة وتشجيعهم على رفع مستوى اللياقة البدنية والحفاظ على صحتهم، ونعد بتقديم كل أوجه الدعم لإنجاح هذا البرنامج المبتكر والعصري.
قال حسن جاسم النويس، الرئيس التنفيذي لمبادلة للرعاية الصحية: "لا شك بأن فئة كبار المواطنين والمقيمين هي أحد الأعمدة الأساسية في مجتمعنا، ونحن في مبادلة للرعاية الصحية نفخر بالمشاركة في هذه المبادرة المهمة كجزء من حرصنا الدائم على تقديم رعاية صحية عالمية المستوى لجميع أفراد المجتمع.
ومن خلال شبكتنا المتكاملة من مرافق الرعاية الصحية، عمل الفريق الطبي من مبادلة للرعاية الصحية على تقييم الحالة الصحية للمشاركين من كبار المواطنين والمقيمين في هذا البرنامج من خلال إجراء الفحوصات الأولية اللازمة. كما سيعمل فريق مبادلة للرعاية الصحية على مراقبة الحالة الصحية لبعض المشاركين من خلال أحدث التقنيات الطبية المبتكرة، حيث سيتم تزويدهم بملصق طبي طيلة فترة البرنامج لمتابعة المؤشرات الحيوية على مدار الساعة من خلال مركز إدارة عملياتنا الطبية لضمان سلامتهم وتوفير بيئة آمنة لهم، متطلعين قدماً لرؤية هذه المبادرة وهي تؤتي بثمارها في تعزيز صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع."