أعلنت "تمكين"، بالتعاون مع "معهد آسبن"، عن عودة منتدى أفكار أبوظبي، منصة الريادة الفكرية البارزة في دولة الإمارات. جاء ذلك خلال فعالية حول "العمل الخيري التحفيزي" ركزت على تسخير قدرات العمل الخيري لإحداث تحول إيجابي ملموس في منطقة الشرق الأوسط. وقد تم تنظيم هذه الفعالية بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، وضمت 300 شخصية قيادية من هيئات التنمية الاجتماعية وشركات القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني بهدف مناقشة أثر العمل الخيري طويل الأمد على إحداث تغيير في عالمنا المعاصر.
وشهد منتدى "العمل الخيري التحفيزي" مشاركة بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية والشخصية العالمية المعروفة في مجال العمل الخيري، في جلسة حوارية إلى جانب ريما المقرب، رئيس مجلس إدارة "تمكين" والرئيس المشارك لمنتدى أفكار أبوظبي، بهدف مناقشة موضوع "الرهانات الكبرى والاستثمارات الخيرية على المدى البعيد" واستكشاف مدى فاعلية النماذج الجديدة للعمل الخيري في الاضطلاع بأكبر قدر ممكن من الأثر الإيجابي على المدى الطويل.
وتحدث بيل غيتس خلال الجلسة قائلاً: "تحتل جهود التعاون والشراكة أولوية كبرى في مؤسسة بيل وميليندا غيتس. ونحن حريصون دوماً على استكشاف المبادرات الخيرية الإمارات ودول المنطقة سعياً إلى إحراز تقدم في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ونتطلع إلى دعم جهود مثل مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي التي أطلقتها جامعة نيويورك أبوظبي لدعم القطاع الخيري في منطقة الشرق الأوسط".
من جانبها، قالت ريما المقرب: "تعكس فعالية منتدى أفكار أبوظبي حول العمل الخيري التحفيزي وشراكتنا مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية، الإمكانات التي يمكن تحقيقها عندما نتبادل الأفكار ونتعاون جميعاً لخير الإنسانية وتقدمها وازدهارها".
وأضافت: "تأسس منتدى أفكار أبوظبي في عام 2017 بالتعاون مع معهد آسبن ليكون منتدى سنوياً يجمع صناع السياسات لإجراء حوارات معمقة حول أبرز التحديات العالمية. كلنا أمل بأن يساهم منتدى اليوم والفعالية القادمة التي ستتبعه في مايو 2023 في تشجيع الحوارات المفتوحة وتحفيز الخطوات العملية لصالح الأجيال الحالية والقادمة. ولا شك أن جامعة نيويورك أبوظبي هي المكان المثالي لاستضافة مثل هذه الفعاليات نظراً إلى دورها في تعزيز التنوع الثقافي والفكري كونها مركزاً للتميز الأكاديمي وكونها تحتضن مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي الجديدة".
وألقت سعادة سلامة العميمي، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية "معاً"، كلمة رئيسية أكدت فيها على أهمية بناء منظومة مرنة للعمل الخيري، حيث قالت: "تنبع أهمية المنتدى من تأكيده على قيمة الشراكة وضرورتها لمجابهة التحديات العالمية التي تواجهنا جميعاً. إن التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني سيساعد على تسريع التقدم بوتيرة غير مسبوقة. وآمل أن يساعد حوارنا اليوم على تعزيز تركيزنا والمساهمة في زيادة الموارد المخصصة لدفع عملية التغيير وتحسين حياة الناس والمجتمعات في منطقتنا وخارجها".
وشهدت الفعالية تنظيم جلستين حواريتين، حيث ركزت الأولى على موضوع "ما بعد المسؤولية الاجتماعية المؤسسية: الدور الجديد للعمل الخيري المؤسسي"، بينما ناقشت الثانية قضية "إفساح المجال أمام الأجيال القادمة". وشارك في الجلستين عدد من الشخصيات العاملة في مجال العمل الخيري، ومستثمرون في مجال الأثر الاجتماعي، وصنّاع سياسات، وقادة شركات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود، وسعادة سلامة العميمي، وسعادة حميد عبدالله الشمري، وجين ويلز، وإليزابيث تانيا ماسيوا، ونيها هيرانانداني.
وركزت جلسة "ما بعد المسؤولية الاجتماعية المؤسسية: الدور الجديد للعمل الخيري المؤسسي" على طرق استجابة الشركات في المنطقة لضغوطات أصحاب المصلحة لزيادة المشاركة في القضايا الاجتماعية، بما في ذلك التركيز على العمل الخيري المؤسسي وتوسعة الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة. وقد سلّط سعادة حميد عبدالله الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة مبادلة للاستثمار، الضوء على حرص مبادلة على الوفاء بالتزاماتها في مجال الأعمال الخيرية، والعمل على زيادة مساهماتها في الأعوام القليلة الماضية، على الرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وأثارها على الاقتصاد العالمي.
كما أكد المشاركون في جلسة "إفساح المجال أمام الأجيال القادمة" بأن النهج الفريد الذي يتبعه الجيل الحالي تجاه العمل الخيري سيؤدي إلى إحداث تغيير في هذا القطاع والاضطلاع بنتائج لم تشهدها الأجيال السابقة. وحثّ المشاركون على تعزيز الاهتمام بأثر الاستثمارات، وتطبيق معايير صارمة في مجال الشفافية، وإشراك المتبرعين بشكل أكبر.
يشار إلى أن منتدى اليوم حول العمل الخيري التحفيزي هو فعالية حصرية تحت مظلة منتدى أفكار أبوظبي. وسيتم تنظيم الدورة القادمة من منتدى أبوظبي في الفترة بين 3 إلى 4 مايو 2023، حيث سيناقش العديد من المحاور المستقبلية التي تلقى اهتماماً محلياً ودولياً. وسيستقطب المنتدى شخصيات عالمية بارزة بهدف تحليل الفرص والتحديات المرتبطة بالعولمة، والتغير المناخي، والعلاقات في منطقة الشرق الأوسط، وتطوير تقنيات جديدة.
تأسس منتدى أفكار أبوظبي ليكون منتدى سنوياً يجمع المفكرين والمبتكرين وصناع السياسات لإجراء حوارات معمقة حول أبرز التحديات العالمية. وقد استقطب المنتدى حتى الآن أكثر من 1000 مفكر وشخصية بارزة لعقد حوارات مفتوحة وترسيخ التعاون بين الثقافات. المزيد من المعلومات حول المنتدى عبر ideasabudhabi.com