نفَّذت «نعمة»، المبادرة الوطنية للحدِّ من فَقْدِ وهَدْرِ الغذاء، بالتعاون مع مركز اليابان للتعاون الدولي في أبوظبي والدار للتعليم، تحدياً تجريبياً بعنوان «مدوَّنة نعمة لمراقبة هدر الغذاء لـ7 أيام» شارك فيه مجموعة من طلاب مدارس أبوظبي، وراقبوا خلاله احتياجاتهم الغذائية واستهلاكهم لها.
وقدَّم الطلاب شرحاً عن تجربتهم التعليمية عن هَدْر الغذاء في حفل لتوزيع الجوائز بحضور معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة رئيس لجنة المبادرة الوطنية «نعمة»، وسعادة إيسوماتا أكيو، سفير اليابان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، ونائب اللجنة الوطنية لمبادرة «نعمة».
وانطلقت رحلة نعمة من رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي حدَّدت أهدافاً واضحة لخفض هَدْر الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2030، وتبنّي ممارسات إيجابية والتقدُّم نحو مستقبل مستدام.
وتُعدُّ «مدوَّنة نعمة لمراقبة هَدْر الغذاء لـ7 أيام» مشروعاً تجريبياً مبتكراً يطبِّق أفضل الممارسات اليابانية في سياق دولة الامارات العربية المتحدة، حيث شارك فيه 32 طالباً من أكاديمية الياسمينة البريطانية في أبوظبي، إحدى أكاديميات الدار، وخلال مشاركتهم وثَّقوا بدقة هَدْر الغذاء في وجباتهم اليومية.
وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري: «يُهدَر ثلث الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري على مستوى العالم، ولهذا أنا فخورة برؤية جهود هؤلاء الأطفال وحرصهم على تعميق فهمهم لمسألة هدر الطعام واتخاذ إجراءات إيجابية. تعدُّ هذه المبادرة نموذجاً يُحتذى لكلٍّ منّا لإحداث تأثير إيجابي على المستوى الفردي».
وأضافت معاليها: «إن أردنا إحداث تغيير حقيقي يتعلق بقضية تغير المناخ فلا بدَّ من توافر الإرادة وبذل الجهود لتحقيق الأهداف المرجوّة. يمثِّل 2023 عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتريد حكومة الإمارات أن تكون مثالاً يُحتذى به. وفي مؤتمر الأطراف (كوب 28) الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية نوفمبر 2023، نولي موضوع هَدْر الغذاء وتقليل النفايات أهمية كبيرة. ونطمح إلى الحد من هَدر الطعام والانبعاثات الكربونية الناجمة عن الأغذية المقدَّمة بالحرص على أن يكون مؤتمر الأطراف (كوب 28) حدثاً محايداً مناخياً. إنَّ سياستنا لتقديم الطعام المستدام، التي لم تُنفَّذ سابقاً في أحد مؤتمرات الأطراف، تلتزم بالحد من النفايات».
وقال سعادة أحمد طالب الشامسي: «هذه ليست مجرَّد مبادرة، بل رحلة طموح وتمكين للشباب نحو تحقيق التغيير المستدام الذي بدأ برؤية واضحة، ثمَّ أدّى إلى تتويجهم مؤثرين في مسيرة الحد من هَدْر الغذاء. لقد حقَّق هذا التحدي المبتكَر والمصمَّم لتثقيف الطلاب بأهمية الحدِّ من فَقْد الغذاء، نجاحاً كبيراً. وبهذه المناسبة أشكر فريق عمل مركز اليابان للتعاون الدولي في أبوظبي على ما قدَّموه من توجيهات ثمينة، وأشكر كذلك شركة الدار للتعليم التي كانت شريكاً فاعلاً في المبادرة التي تنسجم مع قيم الشركة وأهداف كلٍّ من مبادرة نعمة، ومركز اليابان للتعاون الدولي في أبوظبي لتمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام».
وأعرب الشامسي عن فخره بهذه المبادرة الطموحة نحو التغيير قائلاً: «لدينا إيمان راسخ بأنَّ المعرفة هي التمكين، وما زلنا ملتزمين بتمكين الجيل المقبل لترك تأثير إيجابي في كوكب الأرض».
وأضاف: «إنَّ الشباب هم المحرك الرئيسي لهذه المبادرة المبتكرة، حيث انطلقوا في تحدٍّ لمدة 7 أيام، وسجَّلوا استهلاكهم الغذائي، سعياً منهم إلى تحقيق أهداف التحدي الرامي إلى إلهام الأسر والمجتمعات لاتباع سلوكيات أكثر استدامة. ويأتي هذا المشروع في إطار جهود (نعمة) المستمرة لتعزيز ثقافة الاستدامة والاستهلاك المسؤول، حيث يسهم في التعريف بأهمية استدامة الموارد والحد من هَدْر الغذاء».
وقال توكويا كاناموري، العضو المنتدب في مركز اليابان للتعاون الدولي في أبوظبي: «لقد اكتسب الطلاب من خلال هذا المشروع فهماً كبيراً للآثار السلبية الناتجة عن هَدْر الغذاء، وتعلَّموا حلولاً عملية لمواجهة هذا التحدي العالمي سواء في المدرسة أو المنزل. ونعبِّر عن سعادتنا بالتعاون مع مبادرة (نعمة) لتنفيذ هذا المشروع المميز، ونقْل معرفتنا وخبرتنا في اليابان إلى الناس في جميع أنحاء العالم، ويشمل ذلك تبادل أفضل الممارسات في الحد من هَدْر الغذاء تماشياً مع استراتيجياتنا الوطنية في هذا المجال».
وأضاف كاناموري: «لقد تعرَّف الطلاب خلال هذا التحدي الذي استمر أسبوعاً كاملاً، على كمية هَدْر الغذاء وتأثيره في انبعاثات الكربون، وتبادلوا الأفكار عن الحد من فَقْد وهَدْر الغذاء، ما أدّى إلى إحداث تغييرات إيجابية في سلوكهم، وأسهم التحدي في تعزيز الوعي بأهمية نعمة الغذاء، وتحفيز الأسر على المشاركة بفاعلية في الحدِّ من هَدْره في المنزل».
وقالت سحر كوبر، الرئيس التنفيذي لشركة الدار للتعليم: «إنَّ هذا التعاون مع مبادرة نعمة يواكب الالتزام الشامل لمجموعة الدار في تعزيز ممارسات الاستدامة، وينسجم مع ريادتنا في معالجة التحديات المجتمعية والبيئية".
وأضافت كوبر: «نعتمد في الدار للتعليم نهجاً شاملاً يركِّز على جميع جوانب التعليم، وبمشاركتنا في هذه المبادرة التجريبية نكون قد تقدَّمنا خطوةً أخرى نحو ترسيخ الممارسات المستدامة في الحياة اليومية لطلابنا. أسهم تحدي مدوّنة نعمة في تعريف طلابنا بالآثار المترتبة على هَدْر الغذاء، وساعدنا أيضاً على تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية وزيادة الوعي لديهم في هذا الجانب. نرى أنَّ مشاركتنا في هذه البرامج تمثِّل الأساس لإعداد قادة المستقبل وتزويدهم بالوعي والإرادة، لرسم ملامح عالمٍ أكثرَ استدامة، حيث يبدأ التغيير الإيجابي باتخاذ إجراءات فردية مدروسة».
ويُذكر أن المشروع سيُعرض في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، ما يضيف بعداً عالمياً للجهود الوطنية للحد من هدر الغذاء. ولمزيدٍ من المعلومات عن هذا المشروع، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.nema.ae.