افتتح سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، المؤتمر العالمي للتأهيل 2024، الذي يُقام تحت رعاية سموّه، وينعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، في مركز أدنيك أبوظبي تحت شعار «العمل والتأهيل».
وحضر الحفل الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث، وسعادة المهندس حمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، وسعادة الدكتور سيف سلطان الناصري، وكيل دائرة البلديات والنقل، وسعادة غنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، وسعادة الدكتور مبارك سعيد الشامسي، المدير العام لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وسعادة سناء محمد سهيل، المدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وسعادة سلامة العميمي، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية، وسعادة المهندس ميسرة عيد، المدير العام لمركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية بالإنابة، وعددٍ من كبار الشخصيات الوطنية.
وحضر حفل الافتتاح أيضاً، سعادة تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات، وسعادة يو جيه سونج، سفير كوريا الجنوبية لدى دولة الإمارات، وسعادة إدوارد هوبارت، سفير صاحب الجلالة البريطانية لدى دولة الإمارات، وتشانغ هايدي، رئيسة مجلس إدارة منظمة التأهيل الدولية، ومحمد عزمان، رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي، وأنيت تابارا، المدير العام بالوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية – ألمانيا، وسعادة غابرييلا ماشيتي، نائبة رئيس الأرجنتين الأسبق، وسعادة بافل كريكوف، نائب حاكم منطقة سفيردلوفيسك – روسيا، وسعادة تاتيانا ميرزلياكوفا، أمينة المظالم في منطقة سفيردلوفيسك – روسيا، وسعادة فياتشيسلاف يارين، وزير العلاقات الاقتصادية الدولية والخارجية في منطقة سفردلوفيسك – روسيا، والدكتورة هيفاء الكيلاني، رئيسة ومؤسسة المنتدى العربي الدولي للمرأة.
وأعرب سعادة عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة التأهيل الدولية، خلال كلمته الافتتاحية، عن فخر المؤسسة وإمارة أبوظبي باستضافة المؤتمر الذي يؤكِّد التزامها ببناء مجتمعٍ أكثر شمولية، يوفِّر جميع الفرص للأفراد للنمو والازدهار. وأشار سعادته إلى أن المؤتمر لا يهدف إلى استعراض الإنجازات التي تحقَّقت في هذا المجال فحسب، بل وتوفير منصة للتعلم والاستفادة من خبرات القادة العالميين ومن التجارب المتميزة التي ترسِّخ مبادئ العدالة والاندماج.
وقال سعادته: «يتمتع المؤتمر بأهمية كبيرة في ظلِّ استضافته لمجموعة من أهم الخبراء من جميع أنحاء العالم، حيث إن التجارب والخبرات المتنوعة التي تشارك في نسخة هذا العام تُعدُّ دليلاً على الالتزام تجاه تطوير قطاع التأهيل والشمولية عالمياً. كما أن حضور الخبراء العالميين وصنّاع السياسات والمستثمرين ستضمن أن تؤدي النقاشات ضمن فعاليات المؤتمر دوراً كبيراً في تطوير أفضل ممارسات الشمولية والحلول التحوُّلية التي ستعود بالفائدة على الأفراد والمجتمعات، باعتبار أنها نضع الأسس لمستقبل أكثر شمولية للجميع».
وأضاف الحميدان: «أما في دولة الإمارات، يُعدُّ التزامنا بحقوق أصحاب الهمم وإدماجهم ركيزة أساسية في الرؤى والاستراتيجيات الوطنية. لذا، يُعدُّ هذا المؤتمر محطة محورية في مسيرتنا نحو توفير عالمٍ تُتاح فيه الفرص للجميع بغض النظر عن قدراتهم، بما يمكِّنهم من الازدهار والإسهام في تحسين المجتمع».
وقالت تشانغ هايدي، رئيسة مجلس إدارة منظمة التأهيل الدولية: «يركِّز قطاع التأهيل على تغيير حياة الناس من أصحاب الهمم، حيث نشهد في الوقت الراهن أمثلة عديدة، من بينها استعادة الأشخاص، الذين يعانون من ضعف السمع، القدرة على السمع مرة أخرى باستخدام تقنية زراعة القوقعة الصناعية، والأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي القدرة على الوقوف والمشي مرة أخرى باستخدام تقنية الهيكل الخارجي. إذ تسهم تكنولوجيا التأهيل بشكلٍ كبير في تعزيز التقدم المستمر في علوم الدماغ والذكاء الاصطناعي، ونأمل أن تؤدي منظمة التأهيل الدولية دوراً أكبر في المستقبل. لذا، لنعمل معاً للوصول إلى عالمٍ أكثر شمولية يعيش فيها الأشخاص من أصحاب الهمم حياة ملهمة».
وقال محمد عزمان، رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي: «إن التأهيل ليس مجرد أولوية، بل ركيزة أساسية لمجتمع شامل، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر أنظمة الضمان الاجتماعي. ومن خلال التعاون الدولي والتقنيات الناشئة، يمكننا التغلُّب على التحديات. ولا يجب أن يكون هدفنا جعل التأهيل متاحاً وبأسعار معقولة فقط، بل وأكثر إنصافاً، وألا يقتصر الوصول إليه على البلدان المتقدمة، بل يمتد إلى الدول النامية. لذا، يُعدُّ هذا المؤتمر فرصة لتبادل المعرفة واكتساب الأفكار والإلهام من أحدث الابتكارات في مجال التأهيل، وخاصة في مجالات العمل والتوظيف».
وهنَّأ عزمان مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسها، مؤكِّداً أن هذه المحطة تعكس الرؤية الإنسانية لمبادرات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
وقال عزمان: «إنَّ إنجازات دولة الإمارات في مجال التأهيل تُعدُّ استثنائية، وتؤكِّد ريادة الدولة في هذا المجال والتزامها تجاه الشمولية».
وقال الدكتور راشد عبيد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «يُبرز المؤتمر العالمي للتأهيل التزام دولة الإمارات الراسخ بتمكين أصحاب الهمم ودمجهم الفاعل في المجتمع، وحرصها على تعزيز أُطُر العمل المشترك بين الشركاء حول العالم في الارتقاء بحياة المجتمعات في كل مكان. وقد نجحت دولة الإمارات بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، ممثَّلة في صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، بتقديم نموذج عالمي ومُلهم في دعم وتمكين أصحاب الهمم، وتفعيل دورهم الفاعل في مختلف المجالات».
وأضاف السويدي: «إنَّ استضافة وتنظيم مثل هذه المؤتمرات تهدف بشكل أساسي إلى توفير منصة لنا جميعاً نتشارك فيها الرؤى والاستراتيجيات وسُبُل التعاون والعمل المشترك، من أجل تحقيق هدف سامٍ يرتكز على رفاه مجتمعاتنا حول العالم. ولقد قطعنا بالفعل شوطاً كبيراً ومشهوداً في تمكين أصحاب الهممـ وتمكنا من تعزيز اندماجهم في المجتمع وتفعيل دورهم في تحقيق الاستراتيجيات الوطنية الطموحة».
واستهلَّ المؤتمر أعماله بجلسة نقاشية تحت عنوان «تمكين التنوع: الشمولية والتوظيف ومشاركة أصحاب الهمم»، أدارها سعادة عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة التأهيل الدولية، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر العالمي للتأهيل، بمشاركة سعادة غابرييلا ميكيتي، نائبة رئيس الأرجنتين الأسبق، والدكتورة أنيت تابارا، المدير العام في الوزارة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية – ألمانيا، وباولينا لامبينين، رئيسة لجنة السياسة والخدمات في منظمة التأهيل الدولية، والدكتورة هيفاء، رئيسة ومؤسسة المنتدى العربي الدولي للمرأة.
وناقشت الجلسة مجموعة من المواضيع الرئيسية، بما في ذلك تطوير السياسات العامة والأُطُر المؤسَّسية للدمج والتوظيف، ومشاركة أصحاب الهمم، والاحتفاظ بالعمالة الماهرة من خلال التأهيل الفاعل، وتهيئة مسارات لحياة عمل شاملة، وكسر الحواجز وبناء المستقبل، وتعزيز التمكين الاقتصادي للسيدات من صاحبات الهمم.
وشهدت الجلسة استعراض سعادة عبدلله الحميدان مقطعَ فيديو لعمل من إنتاج مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بالتعاون مع شركاؤها الاستراتيجيين، بهدف تسليط الضوء على مواهب الأفراد من أصحاب الهمم لإعادة تعريف الشمولية في وسائل الإعلام. وقدَّمت الدكتورة أنيت تبارا، عرضاً تقديمياً حول نقص العمالة في ألمانيا وأهمية التأهيل الفاعل. وألقت سعادة غابرييلا ماشيتي، نائبة رئيس الأرجنتين الأسبق، خطاباً ملهماً شاركت من خلاله تجربتها الشخصية باعتبارها من صاحبات الهمم، مُسلطة الضوء على أهمية تحويل اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بأصحاب الهمم إلى سياسات قابلة للتنفيذ.
وتمتدُّ أعمال المؤتمر حتى 25 سبتمبر 2025، بالتعاون بين منظمة التأهيل الدولية، والجمعية الدولية للضمان الاجتماعي، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم. ويستقطب المؤتمر أكثر من 800 مشارك من أكثر من 70 دولة، بينهم قادة ومسؤولون وخبراء وأكاديميون وباحثون في قطاع التأهيل والرعاية الصحية، ومقدِّمو خدمات، وممثِّلو مؤسَّسات حكومية وخاصة معنية بمجال تحسين جودة حياة أصحاب الهمم، إضافةً إلى 20 جهة محلية، مع توفير إمكانية متابعة جلسات المؤتمر وورش العمل عن بُعد عبر الإنترنت.
وتهدف النسخة الحالية من المؤتمر إلى الارتقاء بجودة حياة أصحاب الهمم، وتحديد المتميزين الذين يقودون التغيير والابتكار، والتمكين في مجال التأهيل. ويعزِّز المؤتمر فرص الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، بمشاركة أكثر من 190 متحدث، من بينهم 30 يمثلون دولة الإمارات، سيستعرضون 70 دراسة علمية وورقة بحثية، خلال أكثر من 30 جلسة عمل.