شهد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، الإعلان عن البرامج الصيفية لصندوق الوطن بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة الصندوق.
وأشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمة له خلال مؤتمر صحفي عُقد للإعلان عن البرامج الصيفية التي ينظمها الصندوق في المدارس والجامعات هذا العام بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأهمية الاعتزاز بهويتنا الوطنية بما تضمه من قيم ومبادئ، وما تشير إليه من حرص على تمكين الإنسان، وثمَّن دعم سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد لصندوق الوطن كونه أداة فاعلة لتمكين الشباب وتعزيز انتمائهم للوطن.
وقال معاليه: «يشرفني في بداية هذا اللقاء، أن أعبر عن اعتزازنا الكبير، في صندوق الوطن، بحضور سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء. إننا إذ نرحب كثيراً بسموّه، فإننا نتقدم إليه، بعظيم الشكر، وفائق الامتنان والتقدير. نشكر سموّه، لدعمه القوي صندوق الوطن، ونعتز بتوجيهاته المهمة، في أن يكون الصندوق، بعون الله، أداةً فاعلة، لتأكيد الانتماء والولاء للوطن، ولتعميق قدرة أبنائه وبناته، على التعامل الذكي والناجح، مع القضايا والتحديات كافة. والآن، فإنني أرحب بكم جميعاً، ممثلي الصحافة ووسائل الإعلام، في هذا اللقاء الذي نعلن فيه عن البرامج الصيفية التي ينظمها صندوق الوطن في المدارس والجامعات لهذا العام، وذلك تجسيداً لرسالته المقررة، في تنمية القيم الإنسانية، والصفات المجتمعية والثقافية، إضافة إلى الخصائص الاقتصادية والعملية، التي تتميز بها الهوية الوطنية لأبناء وبنات الإمارات».
وأضاف: «أشكركم كثيراً على اهتمامكم بمتابعة أنشطة صندوق الوطن، التي تهدف جميعاً إلى الإسهام في دعم سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخططها الشاملة في الدولة، يحفزنا في ذلك، اعتزاز كامل بتعاليم الدين الحنيف، وحرص كبير، على مكانة اللغة العربية في المجتمع، والتفاف قوي حول القيم والمبادئ الإنسانية الأصيلة. إننا نحمد الله كثيراً، أن لدينا في هذه الدولة الرائدة، اهتمام قوي بالحاضر، وتفاؤل كبير بالمستقبل، لدينا شعب أصيل، وقيادة واعية، وارتباط قوي للشعب بقادته، ولنا دور مهم في تحقيق السلام والرخاء، في المنطقة والعالم. دولتنا ولله الحمد، مركز عالمي ممتاز ومتميز للتجارة والاستثمارات، وأصبحت بحمد الله، النموذج الأمثل، ولعله الفريد، في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، والسعي الجاد إلى تنمية العلاقات الطيبة بين الأمم والشعوب».
وأكد معاليه أنَّ جميع هذه الخصائص والصفات، في مسيرة دولتنا العزيزة، إنما تتجلى بكل وضوح، في توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يدعونا دائماً إلى الاحتفاء بالقيم والمبادئ، التي تشكل مسيرة هذا الوطن الغالي، الذي يسكن في وجداننا، ويجري في عروقنا. إننا نحمد الله كثيراً، أن القيادة الحكيمة، لصاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، قد أرست دعائم دولة قوية ومتطورة، تتمتع بالرخاء والأمان والاستقرار، وتنفتح بذكاء وثقة على معطيات العصر كافة.
وقال: «يشرفني في هذه المناسبة أن أرفع باسم جميع العاملين في صندوق الوطن، لصاحب السموّ رئيس الدولة، أسمى معاني الإجلال والاعزاز، وأصدق دلائل الاحترام والولاء، عرفاناً برؤيته الثاقبة، لحاضر الوطن ومستقبله، وبجهوده الرائدة، في تعزيز مسيرة الدولة، والتمكين لموقعها الفريد والرائد بين دول العالم، إننا في صندوق الوطن، إنما نتقدم إلى سموّه، بالعهد والوعد...العهد بأن نكون دائماً، جنوداً مخلصين في مسيرة الدولة، والوعد بأن نبذل كل الجهد، من أجل الإسهام، في تأسيس بيئة وطنية ناجحة، تتسم بالإبداع والإنجاز، وتسهم في تحقيق كل ما ترجوه الدولة من أهداف، في سبيل تنمية الوطن، ورفعة شأن المواطن».
وأضاف معاليه إنَّ توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إنما تؤكد لنا، أن الحفاظ على مسيرة دولة الإمارات، لتكون دائماً نابضة بالنجاح والحيوية، إنما يبدأ بالاعتزاز بهويتنا الوطنية، وما تتضمنه من قيم ومبادئ راسخة وأصيلة، وكذلك، ما تشير إليه من حرصٍ كامل، على تمكين الإنسان، وتنمية قدراته، على الإبداع والإنتاج والمبادرة، والإنجاز والتفوق، في المجالات كافة، وأيضاً القدرة على تحقيق التنمية المستدامة، وحماية البيئة، والتعامل الذكي مع المتغيرات والتطورات كافة».
وقال معاليه: «إن صندوق الوطن، في إطار هذه التوجيهات الحكيمة، يلتزم الآن في برامجه وأنشطته كافة، بأن يكون تعزيز الشعور بالهوية الوطنية، على هذا النحو الشامل، هو محور التركيز، وأساس العمل على جميع المستويات. واتخذ الصندوق في سبيل ذلك، شعاراً جديداً، تنتظم في إطاره جميع البرامج والأنشطة، هو (هوية وطنية قوية ومستدامة ركائزها التمكين، والإنتاجية، والمسؤولية)، وسنوزع وثيقة تشرح لكم أبعاد هذا الشعار، الذي سوف يكون بإذن الله، مظلة فسيحة وممتدة، تنتظم في إطارها جميع أنشطة وبرامج الصندوق. وهنا أشير إلى أن البرامج الصيفية لطلبة المدارس والجامعات، التي نتحدث عنها اليوم، تعكس ما يمثله هذا الشعار، من احتفاء بالإنسان، في هذه الدولة العزيزة، والعمل على تعميق إدراكه بنبض الوطن، وتأكيد قدراته على الإبداع والإنجاز، التي تؤكد لديه الانتماء والولاء لهذا الوطن، لأرضه ومائه وسمائه، لتاريخه ولغته وتراثه وحضارته ورموزه، لتقدمه وإنجازاته، بل لشعبه وقادته أيضاً، وكذلك ما يمثله هذا الشعار، من سعيٍ جاد، إلى تطوير قدرة الإنسان على الإنتاجية وتحمل المسؤولية، والإتقان في العمل، وكذلك الحرص على دعم مكانة العلوم والتقنيات والاكتشافات، في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، في ربوع الوطن كافة».
وأضاف أنَّ البرامج الصيفية لطلبة المدارس والجامعات، التي نعلن عنها اليوم، إنما تجسد كل هذه الأهداف والطموحات. ولعلكم تذكرون، أن صندوق الوطن، كان قد بدأ في تنفيذ بعض هذه البرامج، لطلبة المدارس في العام الماضي، وتم إطلاق برنامجين، هما: برنامج «قدوتي»، وبرنامج «فكرتي»، حيث يركز برنامج «قدوتي»، على تعزيز عناصر الهوية الوطنية، لدى الطلبة المشاركين، بينما يهتم برنامج «فكرتي» بتنمية القدرة على الإبداع والابتكار والمبادرة في جميع مجالات النشاط الإنساني في الدولة. ونحمد الله كثيراً، أن التجربة الأولى لهذين البرنامجين، في العام الماضي، كانت ناجحة تماماً، وكان الإقبال عليهما كبيراً جداً. ونحمد الله أيضاً، أن برامج هذا العام، تشهد تطوراً ملحوظاً، في المحتوى وطرق التنفيذ، وهي أيضاً، تحظى بإقبال كبير من الطلبة. ولدينا حتى الآن نحو 15,000 طالب، مسجل في هذه البرامج.
وأوضح أنه: «في ضوء الإقبال الواسع، على برامج الصندوق، وبناءً على اهتمامات الطلبة وأولياء الأمور، سيضاف هذا العام، برنامج ثالث لطلبة المدارس، هو برنامج (لغة القرآن)، الذي يهتم باللغة العربية، باعتبارها جزءاً أساسياً في الهوية الوطنية، ويعمل على تنمية مهارات القراءة والمحادثة والكتابة بها، في إطار الاعتزاز بالمبادئ والقيم السامية، في ديننا الحنيف. وهناك كذلك، ولله الحمد، إقبال كبير، على الالتحاق بهذا البرنامج، الذي سينمو وتزداد أهميته، في المستقبل».
وشدد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على أنَّ هذه البرامج الثلاثة في مدارس الدولة، يتم تنفيذها على نحوٍ يحقق جميع الأهداف والغايات، وذلك من خلال خطط ملائمة للتنفيذ، وتعاون كامل مع المدارس المشاركة فيها، التي يبلغ عددها 18 مدرسة، إضافة إلى مشاركة نشطة من جميع فعاليات المجتمع، بل ووعي مجتمعي كبير بأهمية هذه البرامج، واعتزاز أكبر بالدولة وقادتها، وجميع أبنائها وبناتها.
وقال معاليه: «نتطلع إلى أن تزداد هذه البرامج وتتوسع في الأعوام المقبلة، في ضوء نتائج التطبيق العملي، واحتياجات الطلبة والمدارس. ويهمني هنا، أن أشير إلى أن صندوق الوطن، سيعمل مع المدارس المشاركة على تشجيع الطلبة الدارسين في هذه البرامج على تشكيل نوادٍ مدرسية، ينفذ الطلبة من خلالها، مشاريع لخدمة البيئة والمجتمع، خلال العام الدراسي، وتكون مجالاً يحتفي فيه الطلبة بهويتهم وقيمهم ومبادئهم، ويظهرون التزامهم القوي بالأخلاق الحميدة والسلوك الكريم في الحاضر والمستقبل على السواء. هذا عن طلبة المدارس، أما عن طلبة الجامعات، فسيبدأ صندوق الوطن هذا العام، للمرة الأولى، في طرح برنامج «فرسان القيم»، الذي يتألف من برنامج دراسي، لمدة ثلاثة أسابيع، عن القيم الإنسانية، التي تشكل مسيرة دولة الإمارات، ودورها في ترشيد السلوك الشخصي والمهني للطالب، يتبعه اشتراك هؤلاء الطلبة، في نوادٍ للهوية الوطنية، في جامعاتهم وكلياتهم، ينظمون من خلالها أنشطة لخدمة البيئة والمجتمع، أثناء العام الدراسي، وتتاح أمامهم، فرصة الاشتراك في مشاريع مهمة للخدمة العامة، خلال فصل الصيف والعطلات المدرسية. وسيبدأ البرنامج هذا العام، على سبيل التجربة، في كليات التقنية العليا، وجامعة نيويورك، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومعهد التكنولوجيا التطبيقية».
ونوه معاليه إلى أن صندوق الوطن، سينشر بيانات تفصيلية عن هذه البرامج، وأطلق موقعاً إلكترونياً يضم كافة المعلومات عنها، وأعرب عن أمله في أن يمتد تنظيم هذه البرامج الصيفية إلى حياة الطالب، في العام الدراسي كله، وأن تكون تجسيد مهم، لشعار صندوق الوطن، الذي يحرص على تأكيد مبادئ التمكين والإنتاجية والمسؤولية، في الهوية الوطنية، والإسهام في تنمية قدرات أبناء وبنات الوطن، على تحقيق حياة أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم وللعالم من حولهم.
وقال معاليه في ختام كلمته: «أتوجه بالشكر والتقدير، إلى مدارس الدار، التي بدأت معنا هذه البرامج في العام الماضي، وكان لالتزامها القوي، وعزمها الواضح، الأثر الأكبر، في تحقيق النجاح لها، وتأكيد المستقبل الواعد، الذي ينتظرها. أشكر كذلك، جميع المدارس والجامعات، بل وجميع مؤسسات المجتمع، التي تشارك معنا، في تنفيذ هذه البرامج. وأرحب بالطلبة المشاركين في هذه البرامج، واعتز كثيراً بدعم الآباء والأمهات وأولياء الأمور لها، وكذلك الشكر موصول للصحافة ووسائل الإعلام، وآمل أن تكون العلاقة بين صندوق الوطن ووسائل الإعلام دائماً على نحوٍ يحقق التغطية الإعلامية الفعالة لبرامج وأنشطة الصندوق، في الوقت الذي تؤدون فيه دوركم المهم في خدمة المجتمع والإنسان في هذا البلد العزيز، داعياً الله سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً، إلى كل ما ينفع دولتنا العزيزة، لتظل دائماً، دولة الخير والنماء، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله».