وجَّه سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتوسيع مظلة المستفيدين من برامج الهيئة الرمضانية هذا العام داخل الدولة وخارجها.
ووجَّه سموّه بتعزيز المساعدات الرمضانية للأشقّاء في قطاع غزة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» التي تواصل دعمها ومساندتها للمتأثرين من الأحداث في غزة.
وقال سموّه: «إنَّ رمضان شهر البذل والعطاء، لذلك ستكون الهيئة أكثر تميُّزاً في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لمستحقيها أينما كانوا، دون النظر إلى أعراقهم ودياناتهم وجنسياتهم، تعزيزاً لدور دولة الإمارات المتعاظم في دعم المبادرات الإنسانية والتنموية في العالم».
وأكَّد سموّه أنَّ الإمارات ماضية في تعزيز رسالتها التضامنية مع الشعوب التي تعاني من تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتواجه تحديات عديدة في هذا الصدد، بفضل دعم ومبادرات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤكِّداً سموّه أنَّ رؤيتهما المشتركة جسَّدت نهج الإمارات في نشر مضامين الخير والبذل والعطاء وقيم الأُخوَّة الإنسانية.
جاء ذلك خلال ترؤُّس سموّه، في مقر الهلال الأحمر في أبوظبي، اجتماع مجلس إدارة الهيئة، حيث نقل سموّه لأعضاء المجلس تقدير قيادة الدولة الرشيدة للدور الرائد الذي تضطلع به الهيئة في المجالات التنموية والإنسانية، وإغاثة المنكوبين، وإيواء المشردين في مناطق النزاعات والكوارث.
وأشار سموّه إلى جهود الهيئة الحالية في عدد من الساحات المضطربة، خاصة في قطاع غزة، وأشاد بالدور الذي يضطلع به مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر في توجيه مسيرة الهيئة نحو مزيد من التجويد في الأداء والتميُّز في العطاء.
وقال سموّه: «إنَّ ما وصلت إليه الهيئة من ريادة وتميُّز في مجالات العطاء الإنساني الرحبة ستظلُّ دافعاً لنا جميعاً لتقديم مزيد من الجهود، من أجل تخفيف المعاناة البشرية وصون الكرامة الإنسانية».
وأكَّد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، أهمية المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتق الهيئة في ظلِّ التحديات الإنسانية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. وأوضح سموّه أنَّ تلك التحديات فرضت أسلوباً جديداً في العمل والحركة، لتلبية متطلبات العمل الإنساني المتزايدة بسبب الأحداث التي تشهدها العديد من المناطق في العالم.
وشدَّد سموّه على أنَّ الهيئة ظلَّت تتابع عن كثب المتغيّرات على الساحة الإنسانية الدولية، وتعمل على مواكبتها عبر الخطط الناجعة والاستراتيجيات التي تعزِّز مكانة الدولة الرائدة في المجال الإنساني.
وأشاد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بالدور الكبير الذي يضطلع به المحسِنون والمانِحون في دعم برامج الهيئة ومشاريعها التنموية، ما كان له أكبر الأثر في تعزيز مسيرتها، وتحسين مجالات استجابتها الإنسانية لصالح الشعوب الشقيقة والصديقة.
وناقش اجتماع مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، بحضور معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء المجلس، وسعادة راشد مبارك المنصوري، الأمين العام المكلَّف للهيئة، ونوّاب الأمين العام، العديد من المحاور التي تعزِّز مسيرة الهيئة مستقبلاً وتفعِّل آلياتها، للنهوض بالعمل الإنساني إلى آفاقٍ أرحبَ وترقية مجالاته المختلفة.
واطّلع مجلس الإدارة على تقارير قدَّمها الأمين العام شملت العديد من المحاور، منها النتائج التي حقَّقتها حملة «تراحم من أجل غزة» على أرض الواقع، والتي ساعدت على تحسين أوضاع الأشقّاء الفلسطينيين، وتوفير احتياجاتهم الضرورية في مختلف المجالات.
واطّلع المجلس على حجم المساعدات الإنسانية والبرامج الإغاثية والمشاريع التنموية التي نُفِّذَت عبر قطاع التنمية والتعاون الدولي في الهيئة خلال العام الماضي، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 134,879,420 درهماً، استفاد منها 6.7 ملايين شخص في 70 دولة، منها 26 دولة في آسيا، و31 دولة في إفريقيا، و10 دول في أوروبا، و3 دول في أمريكا الجنوبية.
ووقف مجلس الإدارة على حجم المساعدات المحلية التي قُدِّمَت خلال العام الماضي، والتي بلغت 201,729,171 درهماً، استفاد منها 962,815 شخصاً، إلى جانب 995,512 شخصاً استفادوا من قسم الغذاء بمشروع حفظ النعمة، إضافة إلى 131 طناً، تمثِّل تبرعات قسم الكساء للمستفيدين من المشروع.
وفي محور آخر اطَّلع مجلس الإدارة على إنجازات المتطوعين ومبادراتهم في مجال العمل الإنساني، خاصة جهودهم الكبيرة في تعزيز حملة «تراحم من أجل غزة».
واطَّلع المجلس على إنجازات صندوق «نهر الحياة» الذي أطلقته الهيئة العام الماضي، لعلاج الأطفال الذين يواجهون تحديات صحية.
ومنذ انطلاقته مَثَّل الصندوق أملاً جديداً للكثير من الأطفال، لاستعادة عافيتهم وإنقاذ حياتهم وتغيير مسار مستقبلهم، حيث تمكَّن الصندوق في عامه الأول من توفير الرعاية الطبية اللازمة لـ338 طفلاً في ست دول.
واستمع مجلس الإدارة إلى تقرير عن إنجازات معرض عطايا الخيري، وهي إحدى المبادرات الرائدة للهلال الأحمر في مجال استدامة العطاء.
واستعرض المجلس حملة «رمضان عطاء مستمر» التي أطلقتها الهيئة لحشد الدعم لبرامج الهيئة الرمضانية، التي يُتوقَّع أن يستفيد منها 1.8 مليون شخص داخل الدولة وخارجها.