تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات"، مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي تطلق حملة "السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول" ضمن فعاليات الدورة الثانية لـ "المنبر الإعلامي الاجتماعي" الذي تنظمه المؤسسة.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات": "أدعو أفراد الأسرة والمجتمع كافة إلى ضرورة الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة، والتركيز على الاستفادة من المحتوى الإيجابي الذي يعزِّز السلوكيات الإنسانية السليمة، الأمر الذي من شأنه دعمُ جهود الدولة الرامية إلى تحقيق جودة حياةٍ رقميةٍ للأسرة والمجتمع، وحماية مستخدمي الإنترنت من المخاطر التي قد تواجههم عند استخدام الشبكة العالمية".
وأكدت سموها ضمان جودة حياة الأسرة الرقمية، ورفع الوعي الرقمي لجميع فئات المجتمع، وتشجيع الاستخدام الهادف للتكنولوجيا، باعتباره هدفاً تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقه ضمن استراتيجية الخمسين، بناءً على التوجيهات والرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات "حفظهم الله".
وأشادت سموها بحملة "السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول" التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية والهادفة إلى توعية الأسرة بالمخاطر الاجتماعية المستجدة في عالم رقمي متغير، وتأثيرها في الأسرة والمجتمع، وتوعية الأسرة بدورها في توفير الأمن النفسي والإشباع العاطفي لأفرادها، وتعزيز الرقابة الذاتية لتمكينهم، لحماية ذواتهم أثناء استخدامهم تطبيقات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مثمِّنة سموها جهود المؤسسة التي تضع الأسرة وجودة حياتها على رأس خطتها التشغيلية والتنفيذية، وتعمل على ذلك من خلال إعداد الدراسات الاجتماعية التخصصية المتعمقة التي تنطلق منها حملاتها التثقيفية.
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: "إنَّ الحملة تسهم في تعزيز الوعي بالسلامة الرقمية وتعويد الأبناء على اتباع الأساليب السليمة لاستخدام الإنترنت ووسائطه المتعددة، الأمر الذي يُعدُّ مسؤولية تشترك فيها الأسرة والمجتمع ومقدِّمي خدمات الرعاية.. لذا أصبح من الواجب على الجميع اتباع الأساليب الحديثة والمتجددة لتوعية الأبناء بما قد يواجهونه من تحديات عن استخدام الإنترنت كالأفكار الهدّامة، والتنمُّر، والاستغلال اللاأخلاقي، وبات من المهم الانتباه إلى هذه المخاطر من أجلِ أُسرٍ آمنة، واعية، وقادرة على التعاطي مع مستجدات العصر بحرفية وثقافة عالية، وتزويد الأبناء بالمهارات والأدوات اللازمة لكيفية الاستخدام والتعامل مع التحديات الرقمية، والحرص على قضاء وقتٍ نوعيٍّ عند استخدام شبكة الإنترنت، يجمع ما بين التَّعلُّم والاستفادة".
وتابعت سموها: "من الضروري المتابعة الدقيقة للأطفال خاصة في مراحلهم المبكرة خلال تصفُّح الإنترنت، والتأكُّد من المحتوى المناسب لعمرهم لحمايتهم من المخاطر المحتملة، من خلال التثقيف ونشر الوعي وبناء القدرات، والاضطلاع بدور رقابي من شأنه حماية النشء من تحديات العصر الرقمي العديدة والمتنوعة".
وأشارت سموها إلى أنه من المهم العمل على بناء القدرات الرقمية لدى الأطفال والشباب بشكلٍ خاص، وأفراد الأسرة بشكلٍ عام، وذلك بالحرص على التعلُّم والتدريب، وتثقيف الذات بشكلٍ مستمر، حيث إنَّ الثقافة إحدى الوسائل المهمة لنشر الوعي في المجتمع للوصول إلى الهدف الأسمى وهو حماية الجيل من مخاطر تطبيقات الإنترنت، والهواتف الذكية، وأدوات التواصل الجديدة.
ودعَت سموها إلى ضرورة فهم طبيعة التحديات التي تواجه الوالدين في جهودهم الرامية إلى تمكين الأبناء من الفهم الصحيح لمخاطر التكنولوجيا وشبكات الإنترنت، واستخدامها الاستخدام الإيجابي الأمثل بوعي وإيجابية، لضمان مستقبل رقمي أفضل للأبناء والوطن كذلك.
وأكَّدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أنه ينبغي لجميع الجهات المعنية الاضطلاع بدورٍ كبيرٍ لتحقيق جودة حياة رقمية تليق بمكانة دولة الإمارات، وعلى الأسر كذلك العمل على نشر الوعي بين الأطفال بما قد يتعرضون له من هجماتٍ ومخاطر وهم يستخدمون هذه الوسائل، ورفع الوعي لديهم حول المواقع التي يمكن أن تحقِّق لهم الفائدة والمتعة معاً، وتلك التي يمكن أن تشكِّل خطراً عليهم وعلى مستقبلهم.
وأوضحت سموها أنَّ مجتمعات الحياة الرقيمة تتشابه وواقعنا الحقيقي الذي نعيشه ضمن القيم التي تحكم المجتمع، ومن المهم أن يتمتَّع مرتادو المواقع الإلكترونية بالقيم التي تكفل لهم استخداماً مثالياً لهذه الشبكة كالتسامح، والتعاون، والاحترام المتبادَل بين الأجيال بمختلف ثقافاتهم واهتماماتهم، في بيئةٍ رقميةٍ آمنةٍ وصحيةٍ وحضارية".
وقالت سموها: "إنَّ الاستقرار الأسري، والتلاحم المجتمعي يتطلّبان منّا جميعاً الحرص والوعي والتّنبُّه إلى أنَّ تربية الأجيال وتنشئتهم، والمساهمة في بناء الوطن وحركة التطور المستمرة التي تشهدها دولة الإمارات يستوجب بذل المزيد من الجهود لنشر الوعي بالاستخدامات المثلى لمنظومة السلامة والأمن الرقمي، حيث إنَّ الإنترنت هو لغة العصر، ووسائله جسر العبور نحو العالم الذي يتطلَّب وعياً وثقافةً وتكاتفاً مجتمعياً لمستقبلٍ رقميٍّ آمنٍ للأجيال الحالية والمستقبلية".
وقد شهدت الحملةُ إشاداتٍ من الجهات الرسمية والمجتمعية المشاركة في إطلاقها، مؤكدين أهميتها في الوقت الراهن مع تنامي بعض الآثار السلبية لمستهلكي العالم الرقمي، مثل اضطرابات النوم، وزيادة نسبة الاكتئاب، واضطرابات الأكل بين المراهقين، واختلال منظومة القيم، وغيرها.
وأشار المسؤولون المشاركون في إطلاق الحملة إلى أهمية تعزيز مفهوم الاتزان الرقمي، أو الاستخدام المتزن لهذه العوالم الرقمية مترامية الأطراف، وهو ما تركِّز عليه الحملة، إلى جانب إيصال المجتمع إلى أعلى درجات الأمان الرقمي، وتحقيق الترابط الاجتماعي الأسري، وإعادة الشباب إلى المسار الإيجابي لاستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، بما يُحقِّق لهم مُستقبلاً مُشرقاً، ويؤهلهم إلى خدمة مجتمعهم ووطنهم بكفاءة.
وقد أُطلِقَت حملة "السلامة الرقمية لمجتمع مسؤول" بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، وشركة أبوظبي للإعلام (شريك إعلامي)، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وهيئة المساهمات المجتمعية "معاً"، ووزارة التربية والتعليم، ودائرة الصحة – أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، ومجلس أبوظبي الرياضي، وهيئة أبوظبي الرقمية، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وهيئة الرعاية الأسرية، وهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وهيئة تنمية المجتمع – دبي، وجامعة الإمارات، وجامعة محمد بن زايد، ووزارة الثقافة والشباب، وهيئة أبوظبي للإسكان، وبرنامج خليفة للتمكين - أقدر، وفرسان الإمارات، ومنصة ألف للتعليم.