سجَّل المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 الإعلان عن التزام مؤسَّسات إماراتية وعالمية بتقديم مبالغ تمويل بقيمة تتجاوز150 مليون دولار، لدعم جهود مكافحة الفقر، والأمراض، والحفاظ على البيئة، إضافة إلى إبرام اتفاقية مهمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا، للحدِّ من التلوُّث بالمواد البلاستيكية.
وشهد المؤتمر أيضاً إطلاق «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» مبادرة بقيمة 27 مليون دولار لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وتُعَدُّ التزامات التمويل التي قدَّمتها المؤسَّسات الإماراتية هي الأكبر على الإطلاق في تاريخ المؤتمر، الذي يُقام في عامه الحادي عشر تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
ويُعدُّ المؤتمر في دورته هذا العام الأكثر شمولاً، مقارنةً بالدورات السابقة، حيث جمع 1,500 من قادة الاستثمارات في المجال الاجتماعي من مختلف أنحاء العالم، من خلال تسخير قدرة أبوظبي على توحيد صفوف مختلف الجهات الفاعلة من أجل دعم العمل الإنساني، والتنمية العالمية المبتكرة والشاملة.
وشهد المؤتمر مشاركة كبار الشخصيات من أعضاء مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، منهم معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع في دولة الإمارات، وسعادة الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي، وسعادة محمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، إضافة إلى عدد من القادة من القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الربحية.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بتقديم أكثر من 150 مليون دولار لدعم الصحة، والحدِّ من الفقر، والحفاظ على الأنواع في العالم، منها 50 مليون دولار لدعم المرحلة الثانية من «صندوق العيش والمعيشة»، وهي مبادرة إنمائية لدعم الدول الأعضاء في «البنك الإسلامي للتنمية» من أجل تنفيذ مشاريع مستدامة للقضاء على الفقر، ومساعدة المجتمعات الأشد احتياجاً.
وسيُشرِف «صندوق العيش والمعيشة» على توظيف التمويل لدعم المشاريع الرئيسية في مجالات الصحة، والقضاء على الأمراض المُعدية، والزراعة، والبنية التحتية الاجتماعية، في الدول الأعضاء في «البنك الإسلامي للتنمية» ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وتهدف الاستثمارات إلى دعم 32 دولة من الدول الأعضاء لتحقيق عشرة أهداف من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، إضافة إلى معالجة أسباب الفقر الرئيسية، وتعزيز الأمن الغذائي.
وسيضطلع «صندوق أبوظبي للتنمية» بمهام إدارة التمويل، إضافة إلى تقديم 50 مليون دولار كمساهمة من دولة الإمارات في دعم الصندوق منذ إطلاقه في عام 2016.
وأعلنت مبادرة «بلوغ الميل الأخير» التي تشمل مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تقودها الأعمال الإنسانية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، الالتزام بتقديم تمويل بقيمة 15 مليون دولار للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المُعدية (غلايد)، الذي يتخِّذ من أبوظبي مقراً له، وهي ثاني منحة منذ إطلاق المعهد في عام 2019. وتؤكِّد المنحة التزام مبادرة «بلوغ الميل الأخير» بأهداف المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المُعدية في بناء عالمٍ خالٍ من الأمراض المُعدية التي يمكن الوقاية منها، كما تؤكِّد دور أبوظبي في تعزيز الرعاية الصحية والتنمية العالمية المبتكَرة والشاملة.
وأعلنت وزارة التغيُّر المناخي والبيئة في دولة الإمارات، ووزارة البيئة والغابات في إندونيسيا إطلاق مبادرة تاريخية بموجب توقيع مذكرة تفاهم بالتعاون مع منظمة «كلين ريفرز» العالمية غير الربحية، والمتخصِّصة في مكافحة تلوُّث الأنهار بالمواد البلاستيكية، الشريك التنفيذي لمواجهة التحديات البيئية المُلِحَّة التي يفرضها تسرُّب النفايات البلاستيكية إلى المحيطات التي تطلُّ عليها إندونيسيا. وبموجب الاتفاقية، ستتعاون دولة الإمارات وإندونيسيا في العديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك تعزيز القدرات، ورفع مستوى الوعي لدى الجهات الفاعلة، وتصميم وتنفيذ الأنظمة الدائرية المستدامة لإدارة النفايات.
وأعلنت سعادة رزان المبارك، المدير العام لصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية، ورائدة الأمم المتحدة رفيعة المستوى لتغيُّر المناخ، مساهمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمبلغ 40 مليون دولار أمريكي لصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية. ودعَم صندوق محمد بن زايد، الذي أنشأه صاحب السموّ في عام 2009، برامج متكاملة للحفاظ على الكائنات في 170 دولة. وستعمل المساهمة الجديدة على زيادة وقف الصندوق إلى أكثر من 70 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2028.
وشهد المؤتمر إلقاء الكلمات الرئيسية، وتنظيم حلقات نقاشية ركَّزت على الاحتياجات الاجتماعية الرئيسية في قارة آسيا، إضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع، بما في ذلك جلسات شملت «آسيا واحدة»، التي تهدف إلى التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، بمشاركة بيكي أندرسون، سي إن إن، وغابرييل ليونغ، هونغ كونغ جوكي كلوب شاريتيز تراست، وساندياجا صلاح الدين أونو، وزير السياحة والاقتصاد الإبداعي في جمهورية إندونيسيا. وأُقيمَت جلسة بعنوان «أسباب العطاء: القيم والمعتقدات والدوافع التي تحفِّز التأثير»، بمشاركة سعادة الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، وتوم هول، يو بي إس أوبتيموس فاونديشن، وفيرونيكا كولوندام، واي سي إيه بي فاونديشن.
وقال سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية: «تؤكِّد المبادرات التي أُعلِنَ عنها الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي في تعزيز التنمية العالمية والعمل الإنساني. وبوصفها مركزاً للابتكار والتعاون، تلتزم دولة الإمارات بدعم الجهود الإنسانية في جميع أنحاء العالم. ونتطلَّع إلى تعزيز التعاون والشراكة مع مجلس الشؤون الإنسانية الدولية الذي أُسِّسَ في الفترة الأخيرة من أجل الارتقاء بالمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم».
وقالت ناينا سوبروال باترا، الرئيس التنفيذي للشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية: «مشاركة قادة الاستثمارات الاجتماعية الذين يتمتَّعون بالخبرة والقدرات الكبيرة، في اليوم الافتتاحي للمؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية، على دور التعاون والقيم المشتركة هي تأكيد على إثراء منظومة التأثير الاجتماعي، حيث أسهمت الأفكار والرؤى التي قدّموها في تعزيز الحوار والنقاش والعمل الهادف على مدى أيام المؤتمر الثلاثة. ويسعدنا أن نوفِّر منصة عالمية للإعلان عن العديد من المبادرات وصناديق التمويل التي ستقدِّم إسهامات كبيرة في مختلف جوانب المجتمع».
للمزيد عن المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024، بما في ذلك قائمة المتحدثين وأجندة المؤتمر، زوروا: https://avpn.asia/conference.