أطلق متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حالياً تحت الإنشاء في جزيرة السعديات في أبوظبي، صندوقاً سنوياً لتمويل الأبحاث التي تتمحور حول ثقافة دولة الإمارات وتاريخها وتراثها، والإرث الخالد للوالد المؤسِّس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه.
وتتصدَّر أولوياتِ الصندوق الأبحاثُ التي تتناول قيم الشيخ زايد وقيادته المُلهمة لمسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الدولة، إلى جانب تاريخ دولة الإمارات وآثارها، وعناصر تراثها غير المادي، بما في ذلك التقاليد والحكايات والأغاني الشعبية. ويُركِّز الصندوق أيضاً على حركة التبادل الثقافي والروابط التي جمعت دولة الإمارات بدول شبه الجزيرة العربية والمحيط الهندي منذ عصور ما قبل التاريخ إلى الماضي القريب.
وتُوفِّر المبادرة التمويل للمنح الكبيرة والصغيرة، بما يخدم المنظومة البحثية في دولة الإمارات ويدعم الباحثين الجدد. ويستمر الصندوق في استقبال طلبات الراغبين في المنح البحثية حتى يوم 15 يوليو 2023، على أن تُعلَن أسماءُ الحاصلين على المِنَح المُعتمدة خلال شهر سبتمبر المقبل، علماً أنه يمكن تجديد التمويل مدةً تصل إلى ثلاث سنوات متتالية. ويُمكن للراغبين بمعرفة المزيد عن الصندوق وطلب المنح مراسلة البريد الإلكتروني:
وتخضع الطلبات لمراجعة وتقييم لجنة تضمُّ ممثلين عن متحف زايد الوطني، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إلى جانب خبراء مستقلّين، وفقاً لمعايير محدَّدة تشمل منهجيّة البحث، وخبرات مقدِّم الطلب، والنتائج المتوقعة، وأهمّيتها، ومدى ارتباطها بأهداف متحف زايد الوطني.
وقال سعادة سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «يعكس إنشاء صندوق متحف زايد الوطني لتمويل الأبحاث التزامنا بصون عناصر ثقافتنا وتراثنا الأصيل. وتفتح هذه المبادرة آفاقاً واسعة للتنقيب عن كنوز تاريخنا العريق لاكتشاف قصصٍ لم تُروَ بعد عن الشيخ زايد الذي قاد دولتنا ومجتمعنا على طريق التقدُّم والرخاء. ويتماشى إطلاق الصندوق أيضاً مع جهودنا الرامية إلى توفير كلِّ السُبل لتمكين الشباب والأجيال الجديدة، وإتاحة المجال أمامهم للتعرُّف عن قرب على الإرث الخالد للشيخ زايد، ترسيخاً لفخرهم واعتزازهم به، وتحفيزاً لهم للمحافظة عليه واستدامته».
وقال الدكتور بيتر ماجي، مدير متحف زايد الوطني: «يُؤكد الصندوق سعيَنا المستمرَّ إلى رعاية الأبحاث في ثقافة دولة الإمارات وتاريخها وتراثها من خلال تشجيع الدارسين والأكاديميين، من الخبراء والشباب، على التعمُّق في جذور مسيرة دولة الإمارات وماضيها، ومشاركتها مع العالم. ونتطلَّع إلى توفير هذه الفرصة لجميع المهتمّين بالإسهام في إثراء رصيدنا المعرفي في هذا المجال، وتسليط الضوء على دور الشيخ زايد في بناء الإنسان، وتأسيس الدولة، وإبراز تأثير رؤيته الحكيمة في المنطقة بأسرها».
يُذكَر أنَّ الأعمال الإنشائية لمتحف زايد الوطني تشهد تقدُّماً كبيراً، حيث استكملت مرحلة تشييد هياكل أبراجه المبنية على شكل أجنحة الصقر، وهي السمة المميزة لتصميمه المعماري الفريد. ويُعَدُّ الصقر أحد الرموز الوطنية في دولة الإمارات، ما يعكس ارتباط المتحف ومجموعاته وبرامجه بالثقافة والتراث الإماراتي.