تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، ينظِّم مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، الدورة الـ14 من «مهرجان العين للكتاب 2023» في الفترة من 19 إلى 25 نوفمبر 2023 في استاد هزاع بن زايد (العين سكوير)، ومواقع ثقافية عدة تشمل قصر المويجعي، وبيت محمد بن خليفة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومكتبة زايد المركزية، ومركز القطارة للفنون، وعدد من المراكز التجارية في مدينة العين.
ويُعقَد المهرجان تحت شعار «العين أوسع لك من الدار» ليحتفي بالكتاب والفنون ومختلف جوانب الإبداع من خلال التجارب والأنشطة التفاعلية، تعزيزاً لثقافة القراءة، وتحفيزاً لأفراد المجتمع، وخاصة الشباب، على التواصل مع التراث الثقافي الإماراتي والتعرُّف إلى أعماله الثرية.
ويمنح الحدث عُشّاق الكتاب فرصة اقتناء أهم الإصدارات في المجالات الثقافية كافَّة عبر استضافة 150 عارضاً يقدِّمون أكثر من 60,000 عنوان، ويستهدف استقطاب ما يزيد على 82,000 زائر للاستمتاع بأكثر من 400 فعالية وبرنامج.
ويُسلِّط المهرجان الضوء على مكانة العين بوصفها وجهةً مميزةً لتنظيم الفعّاليات والمعارض النوعية، مع إبراز مواقعها التاريخية والتراثية التي تُضفي عليها خصوصية استثنائية، عبر استضافة أنشطته الثقافية والأدبية والفنية والترفيهية في هذه المواقع.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يحتفي مهرجان العين للكتاب في هذه النسخة المتجدِّدة بالكتاب والآداب والفنون بحلّة مبتكرة، مُكرِّساً النجاح الذي حقَّقه العام الماضي، حيث أصبح جسراً معرفياً للتواصل بين جميع أفراد المجتمع. ويدعم المهرجان الأهداف الاستراتيجية لمركز أبوظبي للغة العربية، والرامية إلى ترسيخ مكانة لغة الضاد، والإسهام في تحقيق الرؤية الثقافية لإمارة أبوظبي ببناء جيل قارئ ومرتبط بالتراث والقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي، فضلاً عن تأسيس منصة ثقافية مُلهمة لتمكين الشباب، وتكريم روّاد المعرفة والفنون».
وأوضح سعادته أنَّ المركز يتطلَّع إلى تعزيز وعي الجمهور بالمكانة الثقافية والتراثية لمدينة العين، وإرثها العريق من المعالم والصروح الشاهدة على مراحل تطوُّر دولة الإمارات ومسيرة نهضتها.
وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «مهرجان العين للكتاب 2023 إحدى أهم الفعّاليات الثقافية والمجتمعية في مدينة العين؛ لأنه احتفالية سنوية بالكلمة ومُبدعيها عبر جدوله المتنوِّع والغنيِّ بالتجارب والعروض والأنشطة التي صُمِّمَت خصيصاً لتلبّي تطلُّعات فئات المجتمع كافَّة. ويوفِّر الحدث منصةً تستعرض أحدث أعمال المؤلفين والكُتّاب من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم. ويحتفى المهرجان في دورة هذا العام بالشعر والشعراء، مؤكِّداً مكانة الشعر في تشكيل الوعي الثقافي والمعرفي».
تتوزَّع فعّاليات «مهرجان العين للكتاب» في سبعة مواقع رئيسة. ويُشكِّل استاد هزاع بن زايد (العين سكوير) الموقع الرئيس للحدث، مستضيفاً باقةً من الأنشطة والبرامج التعليمية والترفيهية للأطفال والناشئة ضمن ركنٍ مخصَّص لكلِّ فئةٍ منهما، إلى جانب جلساتٍ متنوِّعة، وورشٍ للكتابة الإبداعية، وفعّاليات تواقيع الكتب. ويشهد الحدث أيضاً عروضاً فنية وموسيقية متجوِّلة، وورشَ عملٍ في ركن الفنون.
ويستضيف «بيت محمد بن خليفة»، المُدرَج على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، مجموعةً من الندوات الثقافية، فضلاً عن الحفل الختامي للمهرجان. وتتيح هذه الأنشطة للجمهور التعرُّف إلى البيت الذي يرصد مرحلة التحوُّل الاجتماعي والمعماري إلى الحداثة التي شهدتها دولة الإمارات في خمسينيات وستينيات القرن العشرين.
ويتألَّق «قصر المويجعي» بأجواء شعرية بين القافية والنغم خلال جلسات برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة» التي تُكرِّم رموز العين من فرسان الشعر النبطي المُغنّى، وإرثهم من القصائد المغنّاة الخالدة التي اشتهرت محلياً وعربياً طوال العقود الماضية، عبر أمسيات شعرية تمزج بين فنون الإلقاء والغناء.
ويستضيف «مركز القطارة للفنون» مجموعة أعمال لفنّانين من دولة الإمارات، إلى جانب جلسات أنماط الحياة، وتعرض صالة المركز أعمالاً فنِّيَّةً لفنّانين إماراتيين.
وتُقام فعّاليات المهرجان أيضاً في «مكتبة زايد المركزية»، التي تحتضن حفل تكريم الفائزين بجائزة «كنز الجيل» في دورتها الثانية. والمكتبة التي افتُتحت عام 2016 هي أكبر مكتبة عامة في مدينة العين، وتشمل مجموعتها أكثر من 100,000 عنوان للأطفال والكبار.
ويُنظِّم المهرجان مجموعةً من جلسات برنامجه الثقافي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أول جامعة اتحادية في الدولة، والتي تأسست عام 1976 بقرار من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طَيَّب الله ثراه. وفي إطار فعاليات المهرجان، تستضيف مراكز العين مول وبراري مول والفوعة مول مبادرة «خزانة الكتب».
ويزخر البرنامج الثقافي للمهرجان بالندوات والنقاشات التي تبحث مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية، أهمّها الاستدامة، وعلم الفضاء والتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في هذا المجال، إضافة إلى تمكين الشباب، وتعزيز تطور الأطفال. ويُسلط البرنامج الضوء على نماذج مضيئة قدمتها المرأة الإماراتية في عدة قطاعات، وسُبل تعزيز ثقافة الابتكار، ويُناقش الإبداع الروائي، وأدب الطفل، مع جلسات أخرى للاحتفاء باليوم العالمي للطفل.
يُخصّص المهرجان جزءاً كبيراً من برنامجه لفعّاليات وبرامج الأطفال والناشئة ، التي تُسهم في تعزيز نموهم، وتطوير مهاراتهم في إطار ترفيهي وتعليمي. ويُنظّم الحدث ورش عمل فنّية وإبداعية يقدمها في ركن الفنون، نخبة من الفنّانين والمتخصّصين، إلى جانب عروض فنّية وموسيقية وعروض متجوّلة.
ويكتشف زوّار المهرجان في «برنامج أنماط الحياة» اهتمامات دائمة التَجَدُّد خلال ورش تفاعلية تعرض أنماطاً مختلفة من الفنون، مع التركيز على الممارسات الصحية الإيجابية، وتحفيز التأمّل، وغيرها من المهارات التي يقدّمها خبراء متخصصون.