أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير الموسم الثامن لـ«جائزة فضاءات من نور للتصوير الضوئي»، تحت شعار «السلام» بمفهومه العالمي تزامناً مع احتفاله بـ«اليوم العالمي للتسامح» في 16 نوفمبر من كلِّ عام.
وفي إطار برامج مركز جامع الشيخ زايد الكبير لنشر قِيَم التسامح والسلام، دأبت الجائزة منذ إطلاقها، على ترسيخ المفاهيم الإنسانية ومد جسور التواصل الحضاري بين الثقافات، فبعد التسامح شعاراً للموسم السابع، يأتي الموسم الثامن للجائزة تحت شعار «السلام» بمفهومه العالمي.
وقال معالي عبدالرحمن العويس، رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير: «حرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير منذ تأسيسه على إطلاق المبادرات الخلاقة، الهادفة إلى تعزيز القيم الإنسانية ونشر مبادئ الخير والتسامح والتعايش في مختلف أرجاء المعمورة، مستلهماً من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ومقتدياً بتوجيهات القيادة الرشيدة التي رسَّخت مكانة دولة الإمارات عاصمةً عالمية للتسامح. لقد تمكَّن جامع الشيخ زايد الكبير من ترسيخ دوره الفاعل ومكانته الخاصة منبراً حضارياً ثقافياً عالمياً، يجمع المبدعين والمفكرين، ويقدِّم لهم الدعم اللازم ليحصد نتاجات فكرية وثقافية وفنية تعزِّز رسالة الجامع، وتؤكِّد دوره الرائد منبراً للوسطية والاعتدال الديني، ويقدِّم جوهر الإسلام وروحه ضمن قوالب متجدِّدة تتوافق ومعطيات العصر».
وقال سعادة سلطان ضاحي الحميري، نائب رئيس مجلس أمناء مركز جامع الشيخ زايد الكبير: «إدراكاً منه بالدور المؤثِّر للصورة، بصفتها أفضل وسائل التواصل بين مختلف الشعوب والثقافات على اختلاف لغاتها ومعتقداتها، أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير جائزة (فضاءات من نور) للتصوير الضوئي، احتفاءً بالفن والإبداع بصفتهما أداةً رئيسية في التعبير عن القيم الإنسانية النبيلة، ووسيلة تواصُل مباشرة بين الشعوب، تقرِّب المسافات وتلغي الحدود. إنَّ اختيار المركز (السلام) شعاراً لهذه الدورة، يشكِّل تأكيداً واضحاً وجلياً لدور الجامع في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين مختلف الثقافات، وحرصه على الاستثمار في قدرات المبدعين، والاستفادة من أحدث التقنيات، وبذلك يجمع المركز بين التراث بكلِّ ما فيه من فضائل وشيم كريمة، وبين الحاضر وما يمتاز به من تقنيات، لتكون النتيجة مزيجاً فريداً يسهم في خير الإنسانية جمعاء».
وقال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، المدير العام لمركز جامع الشيخ زايد الكبير: «يطلق المركز الموسم الثامن لجائزة (فضاءات من نور) للتصوير الضوئي، تحت شعار (السلام)، تزامناً مع احتفاله بـ(اليوم العالمي للتسامح)، مؤكِّداً أنَّ الجائزة رافد لرسالة الجامع الداعية إلى التسامح والسلام، فقد أثبتت خلال دوراتها المتعاقبة ريادتها عالمياً على مستوى الجوائز التي تعنى بالتصوير الضوئي، لتشكِّل حدثاً ثقافياً دولياً يحظى بالاهتمام والمتابعة من آلاف المصورين المحترفين والهواة من داخل الدولة وخارجها، ما أكسبها سمعة عالمية انعكست بشكل لافت على نتاجها في دوراتها السابقة، وأتاح لها هذا الانتشار فرصة بث رسائل الجامع في السلام والتسامح على أوسع نطاق، وفي دورة هذا العام تؤكِّد الجائزة حضورها من خلال طرحها عدداً من المحاور الفنية التي تُطلِق الإبداع في عقول الفنانين والمصورين من مختلف دول العالم، ليقدِّموا أعمالاً تفيض بالجمال وتعبِّر عن قيم الجامع الإنسانية».
ودشَّن المركز معرض الصور المتنقِّل لـ«جائزة فضاءات من نور» في محطته الأولى في معرض ومؤتمر الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، حيث عرض المعرض المتنقِّل عدداً من الصور المميزة للجائزة على مدى مواسمها السابقة، والتي تعبِّر في مجملها عن المفاهيم الإنسانية للتسامح والسلام. وقدَّم اختصاصيو الجولات الثقافية في المركز تزامناً مع «اليوم العالمي للتسامح» صور التسامح ومفاهيمه الحيَّة في رحاب الجامع، التي يعمل على إرسائها ضمن منظومة التعايش التي تنتهجها الدولة، من خلال جولات ثقافية قُدِّمت لمرتادي الجامع من مختلف الثقافات.
وتشهد الدورة الثامنة تنوُّعاً في المحاور، ما يفتح الباب واسعاً أمام المصورين المبدعين لتقديم أعمال فريدة، وتحمل الجائزة الكبرى عنوان «الجوامع والمساجد»، ويمكن للمصورين في هذه الفئة تقديم صور للجوامع والمساجد من مختلف دول العالم، برؤيتهم الخاصة، مجسِّدين مفهوم السلام بمختلف أشكاله ومجالاته وتجلياته في جوامع العالم.
أمّا فئة «الفنية والعامة» في جامع الشيخ زايد الكبير، فتتيح فضاءً واسعاً للمصور للتعبير عن إمكاناته في رصد الأماكن بجمالياتها المتناغمة، بوجود الإنسان في الجامع أو بعدمه، مع الاستفادة من العناصر المتوافرة في المكان، لإضافة القوة للصورة الفنية والعامة، سواء كانت ملوَّنة أو بالأبيض والأسود، مع إمكانية التقاط صور بانورامية لجامع الشيخ زايد الكبير من الداخل والخارج. وفي فئة «الفن الرقمي» يفتح المركز المجال أمام المصورين لتقديم أعمال فنية تتكامل فيها الصور الواقعية مع خيالهم وتصوراتهم الجمالية، حيث تتيح هذه الفئة للمصورين إضافة بعض التصاميم واللمسات الفنية للصورة ببرامج التصاميم الرقمية.
وتهدف الفئة الثالثة «الحياة في الجامع» إلى رصد تجربة الأشخاص خلال زيارتهم الجامع، وتركِّز على الإنسان كونه عنصراً أساسياً لإنتاج محتوى فني متميِّز، وتنقسم هذه الفئة إلى ثلاثة محاور، هي: محور «القصص» الذي يتيح للمصور المشاركة بمجموعة من 4 إلى 8 صور تعبِّر عن حياة أو قصة أو موضوع أو نشاط خلف الكواليس أو يوم لمرتادي الجامع بمختلف ثقافاتهم وفئاتهم. أمّا المحور الثاني فهو «الفاصل الزمني» ويتيح للمصور تقديم مقطع مصوَّر بتقنية الفاصل الزمني لا يتجاوز دقيقتين، ليبرز حركة المصلين أو حركة الزوّار في الجامع أو الظلال أو الشروق أو الغروب أو أيِّ نشاط خلف الكواليس. ويستهدف المحور الثالث في هذه الفئة مصوري «الفيديو»، ويتيح لهم المشاركة بمقاطع قصيرة في الجامع لاتتجاوز مدة كلٍّ منها دقيقتين، لأيِّ موضوع يعبِّر عن حياة أو قصة، أو ما يحدث خلف الكواليس، أو يوم لمرتادي الجامع بجميع فئاتهم.
وبهدف تحفيز المبدعين ودعمهم لتقديم أعمال فنية تتميَّز بالإبداع والتفرُّد، خصَّص المركز جوائز مالية مجزية للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في كلِّ فئة من فئات الجائزة، وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 850,000 درهم. ويمكن للمصوِّرين والفنانين تقديم أعمالهم حتى أكتوبر 2024، من خلال الموقع الإلكتروني للجائزة: https://photo.szgmc.ae، علماً بأن باب المشاركة مفتوح لغاية أكتوبر 2024.
ويهدف المركز من خلال فتح باب المشاركة لمدة سنة كاملة إلى منح المصورين فرصة الاستفادة من النشاطات والفصول التي تشهدها الدولة، والاستفادة من جميع الفعاليات التي يشهدها الجامع، ومنها فعاليات شهر رمضان المبارك.
يُذكَر أنَّ جائزة «فضاءات من نور»، وعلى مدى مواسمها الماضية، استقطبت عدداً كبيراً من محترفي التصوير والهواة من مختلف دول العالم، ما أكسبها سمعة عالمية انعكست على نتاجها في دوراتها السابقة، ومكَّنها من بثِّ رسالة الجامع المتمحورة حول ترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش واحترام الآخر، حيث بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من 7,419 مشارك، ينتمون إلى أكثر من 70 دولة، قدَّموا ما يزيد على 27,000 صورة.