ينظِّم متحف اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع شركائه، سلسلةً من المعارض خلال موسم 2024-2025، وهي تتضمَّن مجموعة من الموضوعات تسلِّط الضوء على جهود المتحف لرعاية الحوار الفني، وحرصه على تعزيز تقدير الثقافات العالمية.
وإلى جانب هذه المعارض، يعتزم المتحف تنظيم مجموعة من البرامج والمشاريع التي تُثري تجربة الزوّار. وتشمل هذه الفعاليات ورش عمل تعليمية، وأعمالاً تركيبية، إضافةً إلى مجموعة من الفعاليات التشاركية التي تشجِّع المشاركة الفعّالة والحوار.
وقال مانويل راباتیه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «إنَّ كلَّ معرض يقيمه متحف اللوفر أبوظبي يُعدُّ شهادةً على حرصنا البالغ على تقديم تجارب متميِّزة لزوّارنا. ونفخر بتقديم أفضل ما في العالَمَيْن الشرقي والغربي من خلال هذه المعارض المرتقبة، التي لا تحتفي بثراء التراث الفني فحسب، بل تشجِّع أيضاً الحوار وتقدِّر التعبيرات الفنية المتنوِّعة. ومن شأن الموسم الجديد في المتحف أن يعزِّز التزام المتحف بتشجيع التفاهم الثقافي، وكذلك الاحتفاء بجمال الإبداع اﻹنساني».
وقال الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي بالإنابة في اللوفر أبوظبي: «إنَّ هدفنا هو إنشاء منصة تتجاوز الحدود وتتلاقى فيها جميع الشعوب من خلال لغة الفن العالمية. ستكون هذه المعارض فرصة لزوّارنا لاستكشاف الحركات الفنية والثقافات والحكايات الفنية المختلفة، وهو ما يعمِّق فهمهم لتجاربنا الإنسانية المشتركة».
يعتزم المتحف تنظيم النسخة الرابعة من معرض «فن الحين» بالشراكة مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات الفاخرة «ريتشارد ميل». وسيتولى تنسيق المعرض سيمون نجامي، وهو قيِّم فني مستقل ومحاضر وروائي وناقد فني تولّى الإشراف على العديد من المعارض الدولية التي تُبرز مواهب الفنانين الأفارقة المعاصرين. وتُستوحَى نسخة المعرض في 2024 من مفهوم «آفاق». وسيتوسَّع المعرض ليضمَّ أعمال فنانين من شمال إفريقيا، إضافةً إلى دول مجلس التعاون الخليجي. ويرجع هذا التوسُّع إلى ما يحظى به المنسِّق سيمون نجامي من خبرة ومعرفة بالمنطقة، وهو ما يعكس التزام المتحف بتوفير الفرصة للأصوات الفنية المتنوِّعة للظهور على الساحة الفنية. سيحظى الفنانون المُختارون بفرصة متميِّزة لعرض أعمالهم الفنية المتميِّزة في متحف اللوفر أبوظبي. وستتولّى لجنة تحكيم مرموقة اختيار فنان واحد للفوز بجائزة ريتشارد ميل للفنون في ديسمبر 2024.
وينظِّم متحف اللوفر أبوظبي، بالشراكة مع متحف أورسيه، معرضاً تحت عنوان: «ما بعد الانطباعية: رؤية أعمق»، ويأتي استكمالاً للنجاح الذي حقَّقه المعرض الذي أُقيم سابقاً في المتحف تحت عنوان «الانطباعية: على درب الحداثة». ومن المقرَّر أن يتعمَّق هذا المعرض في إحدى الفترات المهمة المعروفة باسم ما بعد الانطباعية، مع التركيز على الأعوام من 1886 إلى 1905 من هذه الفترة. فقد كان هذان العقدان فترةً تميَّزت بإبداع وخبرة هائلتين في مجال الفنون، حيث شهدت تحوُّلاً من الانطباعية إلى ظهور المدرسة الوحشية في صالون دوتون. وسيتولى تنسيق المعرض جان ريمي توزيه، أمين اللوحات في متحف أورسيه، وجيروم فاريجول، كبير أمناء متحف اللوفر أبوظبي، بدعم من عائشة الأحمدي، مساعد أمين متحف في اللوفر أبوظبي. ومن أبرز الأعمال التي ستُعرَض في هذا المعرض لوحة الفنان فان جوخ الشهيرة «غرفة نوم في آرل». وتظهر في هذا العمل غرفة نوم الفنان فان جوخ في «البيت الأصفر» في مدينة آرل التي أنشأ فيها مرسمه الخاص، وسكنها منذ سبتمبر 1888، وهو يمثِّل جوهر مرحلة ما بعد الانطباعية وخروجها عن الأعراف الفنية التقليدية. وسيتضمَّن المعرض عملَيْن فنِّيَيْن يُعدّان من أبرز الروائع الفنية في العالم العربي للفنان المصري جورج حنا صبّاغ، وهما: عائلة صبّاغ في لا كلارتيه (1920) وعائلة صبّاغ في باريس (1921).
ويحتفي معرض «ملوك إفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه»، الذي يُقام بالتعاون مع متحف كيه برانلي، بثراء تاريخ ملوك إفريقيا وتراثهم الثقافي، من خلال عرض مقتطفات من مواد منتقاة بعناية من مناطق مختلفة من القارة. ويقدِّم هذا المعرضُ، الذي يعرض نحو 300 قطعة، منها أعمال مُعارة إلى المتحف، رؤيةً متنوعةً للثقافة والمعتقدات المرتبطة بحياة ملوك إفريقيا وملكاتها. وتتولّى هيلين جوبير، رئيس وحدة التراث الإفريقي في متحف كيه برانلي – جاك شيراك، تنسيق المعرض بدعم من المنسقين المشارِكين مالك ندياي الحاج، أمين متحف تيودور مونو للفنون الإفريقية (المعهد الأساسي لإفريقيا السمراء «إيفان»)، شيخ أنتا ديوب، داكار، السنغال، وسيندي أولوهو، القيّمة الفنية المستقلة، ومريم الظاهري، مساعد أمين متحف في اللوفر أبوظبي.
ومن الأعمال المقرَّر عرضها في هذا المعرض تمثال لرأس يعود إلى مملكة إيفي من نيجيريا (من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر)، وهو مُعار من متحف كيه برانلي. ويهدف المعرض إلى منح الزوّار تجربة شاملة ومفيدة من شأنها تعميق معرفتهم بملوك إفريقيا وملكاتها وتعزيز تقديرهم لهم.
إضافةً إلى المعارض، يعيد متحف اللوفر أبوظبي إطلاق مشروع العرض الضوئي (وايت كانفاس) الذي يرتقي برؤية المتحف الفنية إلى مستويات أعلى، من خلال الاستفادة من تصميم المتحف المعماري، باعتباره لوحةً بيضاءَ تحوِّل المناطق الخارجية المحيطة بالمتحف إلى مساحة عرض خارجية من خلال توظيف تلك المساحة لعروض فنية بصرية، ما يخلق تناغماً فنياً بين قاعات العرض وحديقة المتحف في إطار تجربة فنية متكاملة. وبهذا سيصبح المتحف جزءاً أصيلاً من المدينة، ويوجّه الدعوة إلى زوّاره للتفاعل مع الأعمال الفنية بطريقة غامرة.
ويستعد متحف اللوفر أبوظبي للكشف عن مجموعة من المقتنيات الفنية المُستحوَذ عليها والمُعارة، التي ستزدان بها قاعات العرض الدائمة في المتحف هذا العام. وتتضمَّن هذه المجموعة روائع فنية قديمة وحديثة ومعاصرة من جميع أنحاء العالم. ومن أبرز الأعمال الفنية الإسلامية الرائعة المُعارة من قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر في باريس، التي ستُعرَض في قاعات المتحف قريباً «علبة مجوهرات المغيرة». وهذه هي المرة الأولى التي تُعرَض فيها هذه القطعة الأثرية القيّمة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، في متحف اللوفر أبوظبي. إنَّ خروج هذه القطعة من متحف اللوفر يُعَدُّ لحظة تاريخية، وهو ما يمنح الزوّار في دولة الإمارات العربية المتحدة الفرصة لتقدير المهارة الفنية والحرفية الكبيرة المستخدَمة في صناعتها، وكذلك أهميتها التاريخية.
يعتزم المتحف خلال هذا الموسم أيضاً تقديم مجموعة متنوِّعة من البرامج الثقافية والتعليمية التي يكتمل بها نجاح المعارض الحالية والمقبلة. وتهدف هذه البرامج التي تتضمَّن مجموعة من ورش العمل والمحاضرات التفاعلية والجولات الإرشادية والفعاليات المتميِّزة إلى استقطاب مزيدٍ من الزوّار، على اختلاف تطلُّعاتهم، عبر توفير تجربة ثرية لهم، ومنحهم فهماً أعمق للأعمال الفنية المعروضة.