أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن إدراج ملف «الحنّاء: طقوس وممارسات اجتماعية وجمالية» رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبارها أحد أعرق عناصر التراث الثقافي في دولة الإمارات وأشهرها. ويُعَدُّ الحنّاء العنصر السادس عشر الذي يُدرَج باسم دولة الإمارات على قوائم اليونسكو ضمن المسيرة المتواصلة التي بدأت في عام 2010 بإدراج الصقارة.

وكان الاجتماع التاسع عشر للجنة الدولية الحكومية الذي أُقيم في العاصمة سونسيون – باراغواي في الفترة من 2 إلى 7 ديسمبر 2024، شهد موافقة اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، على إدراج الحنّاء في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية باليونسكو. واتُّخِذَ هذا القرار بعد استيفاء المعايير المنصوص عليها في اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. ووافقت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية على انضمام الأردن لملف القهوة العربية المشترك، الذي سبق أن أُدرِجَ في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي عام 2015 بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومشاركة كلٍّ من المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، ودولة قطر.

وقال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم: «نفتخر بالجهود التي تتحقَّق على صعيد إدراج هذه الملفات التي تشكِّل ركيزةً في تراثنا وهُويتنا الوطنية الإماراتية والعربية ضمن هذه القائمة المهمّة، فهذه خطوة تُسهم في تعريف العالم بما تمتلكه حضارتنا العربية من عراقة وأصالة، وتُسهم في توضيح ما يجمعنا كدولٍ عربيَّةٍ من روابط قوية تستند إلى كنوز من الموروث الثقافي الأصيل».

وتابع معاليه: «دولة الإمارات حريصة على بذل مختلف الجهود من أجل المحافظة على التراث المادي وغير المادي، وحمايته وتمريره للأجيال المقبلة، لما له من قيمة باعتباره ثروة الشعوب ومنطلق هُويتها الوطنية. لهذا قادت دولتنا بالتعاون مع عديد من الدول العربية هذا التوجُّه عبر وضع الخطط اللازمة، لضمان إيصاله إلى مرحلة الاعتماد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليكون تَركة مهمة للأجيال المقبلة، كي ترتبط بشكل وثيق مع ماضيها الأصيل، وتستكمل العمل لترسيخ هذه القيمة الحضارية والوطنية».

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تُعَدُّ الحنّاء من الرموز المتجذرة بعمق في تراثنا، ويُشكِّل إدراجها في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لليونسكو دلالةً واضحةً على التزامنا بالحفاظ على تقاليدنا ورموزنا للأجيال المقبلة. لقد أصبحت الحنّاء رمزاً من رموز الفرح والإبداع والفن، ما يعزِّز احتفالات المجتمع ومناسباته ومهرجاناته عبر الأجيال. يتماشى هذا الإنجاز مع أهدافنا الاستراتيجية الأوسع نطاقاً، لتعزيز الحفاظ على الهُوية والتقاليد الإماراتية على مستوى عالمي. وفي ظل دعم القيادة الرشيدة في أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام، سنواصل تنفيذ تدابير الحماية بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان الحفاظ على تراثنا الثقافي غير المادي. من خلال هذا الاعتراف، نهدف إلى تسليط الضوء على الإرث الثقافي والأهمية العميقة والفخر بهُويتنا الوطنية، الذي تجسِّده مجتمعاتنا وفنانونا في ممارسات اعتماد الحنّاء على مر الزمن».

وقادت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتنسيق مع وزارة الثقافة بدولة الإمارات العربيَّة المتحدة وبرعاية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، ملف ترشيح الحنّاء للتسجيل في منظمة اليونسكو كملفٍّ عربيٍّ مشتركٍ لـ16 بلداً عربياً، وهي إضافة إلى دولة الإمارات، الأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعوديّة والسودان والعراق وعُمان وفلسطين وقطر والكويت والمغرب ومصر وموريتانيا واليمن.

ويُسلِّط الملف المشترك الضوء على دور التراث في التنمية المستدامة والتراث الإنساني المشترك، فضلاً عن أنه شهادة على تجارب المجتمعات العربية لجعل تصاميم الحنّاء أكثر غنى وتنوُّعاً كزينة تقليدية.