أطلق «بيت الحرفيين»، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، برنامجاً للتبادل الثقافي بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى الدولة والمعهد الفرنسي في أبوظبي. ويدعم برنامجُ التبادلُ الثقافيُّ الإبداعيُّ المصمِّمين الفنانين من الإمارات وفرنسا، الذين يتركَّز عملهم على الحرف اليدوية التقليدية.
وتهدف هذه المبادرة، التي أُطلِقَت في نوفمبر 2022، إلى تسهيل سبل إقامة حوارات دولية جديدة، ودعم شبكة من الحرفيين المحليين، وإيجاد فرص لتبادل المعارف والخبرات على المدى الطويل للمهنيين في مجال التصميم والحرف اليدوية.
وقد أرسل البرنامجُ، الذي يقام في كلٍّ من الإمارات وفرنسا، المصمِّمين الفنانين للإقامة فترةً محددةً في الدولة الشريكة، للقاء الموجهين والحرفيين المخضرمين، والتواصل معهم لمساعدتهم على تطوير تصاميمهم وحِرَفِهم، مُتيحاً الفرصة أمامهم لاكتشاف أساليب وتوجهات إبداعية جديدة، وإجراء بحث معمَّق عن مجموعة متنوعة من التقنيات، ودراسة تاريخ حرفتهم ومنظومة الحرف اليدوية في البلد المضيف. وتشهد النسخ المقبلة من البرنامج إشراك «بيت الحرفيين» لممارسين مبدعين من مختلف البلدان في العالم.
وقالت سلامة الشامسي، مديرة إدارة المواقع الثقافية بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: «فخورون بانطلاقة النسخة الأولى من برنامج التبادل الثقافي، وبتعاوننا مع شركائنا المبدعين في فرنسا، ما يُتيح الفرصة أمام المصممين الفنانين من البلدين للحوار وتبادل المعارف والخبرات، سعياً إلى تنمية وصقل الجانب الفني للمصممين الذين يشكِّلون جزءاً أساسياً من البرنامج، وإسهاماً في إيجاد شبكة قيّمة تؤسِّس للتعاون، وتهدف إلى صون وحماية التراث الحي الذي تمثِّله هذه الحرف اليدوية التقليدية من خلال مبادرات مبتكَرة جديدة».
وأضافت: «نتطلَّع إلى رؤية نتائج ومخرجات هذا البرنامج على المصمّمين، من حيث تجربة النمو والتطور الشخصي وتأثيره في تعبيرهم الفني».
ويشارك في البرنامج ثلاثة مصمِّمين إماراتيين، وثلاثة مصمِّمين فرنسيين اختيروا من قِبَل لجنة متخصِّصة. وشهد البرنامج إقامة الفنانين الإماراتيين «علياء المزروعي، ومحمد السويدي، وسارة النعيمي» مدةَ شهرٍ في فرنسا، فيما أقام نظراؤهم الفرنسيون «جيريمي بليسون، وجوزيف ضيدين، ودوميتيل لوزينشي» المدة نفسها في دولة الإمارات.
وجاء اختيار المشاركين بناءً على الحِرَف التي يتقنونها ضمن ثلاثة مجالات رئيسة هي: النجارة وتطعيم الخشب، ومشغولات النسيج والحياكة اليدوية، وأعمال السيراميك. وأقيمت ورش العمل في عدد من المواقع داخل كلِّ دولة، بما في ذلك أبوظبي، ومنطقة الظفرة، والفجيرة، والسلع، ودبي، ورأس الخيمة في دولة الإمارات، وباريس، وليموج، وبوسي سانت جورج في فرنسا.
وقال هوغو هنري – سيلان، الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية، مدير المعهد الفرنسي في الإمارات: «سعداء بإطلاق هذا البرنامج الناجح، الذي يعكس ما تتمتَّع به فرنسا والإمارات من تراث عريق من الحرف اليدوية. لا شكَّ أنها فرصة حقيقية للربط الثقافي بين كلا البلدين، وفتح فرص جديدة للمهنيين والجامعات والحرفيين والمصمّمين. إننا فخورون بربط مؤسَّسات رائدة ومتميزة بهذا المشروع، مثل المعهد الوطني للفنون والحرف اليدوية، ووكالة موبيلييه ناشيونال، وجامعتا ’Boulle‘ و’Duperré‘، و’Manufacture de Sèvres‘، و’CRAFT Limoges‘، و’ARCA Ebénisterie‘، بدعم من المعهد الفرنسي في باريس».
ويقيم البرنامج معرضاً في شهر مارس المقبل يستعرض أعمال الفنانين المشاركين خلال إقامتهم في فرنسا والإمارات، والمستوحاة من موضوع التجمُّع الاجتماعي وفن الحياة. ويبرز المعرض إبداعات الفنانين المشاركين وما تحمله من أفكار وانعكاسات واكتشافات عن الحرف اليدوية في البلد المضيف.
وكانت سلامة الشامسي، مديرة إدارة المواقع الثقافية بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، قد أكَّدت أنَّ الجميع ينتظر رؤية عوائد البرنامج على الفنانين المشاركين فيه، وخاصة جانبَ تطوُّر ونمو الشخصية الإبداعية، وتأثير التجربة على الأسلوب الفني.
للمزيد من المعلومات عن «بيت الحرفيين» وبرنامج تبادل إقامة الفنانين، يرجى زيارة: