أعلنت مؤسسة بسام فريحة للفنون عن افتتاحها سلسلة من المعارض الفنية الجديدة في الفترة من 14 أكتوبر 2024 حتى 16 فبراير 2025 في المنطقة الثقافية في السعديات في أبوظبي. وستتيح المعارض للجمهور فرصة الاطِّلاع على مجموعة مُختارة من الإبداعات الفنية الإماراتية من المدرسة التجريدية، ولوحات من الحركة الفنية الاستشراقية، ومنحوتات ضخمة للنحّات العالمي الشهير أنتوني جيمس.
وسيتمكَّن الزوّار من استكشاف المعارض الأربعة الجديدة، التي ستُنظَّم في صالة العرض الرئيسية وصالة «آنيكس جاليري» وحديقة المنحوتات التابعة للمؤسسة، وحضور مجموعة متنوِّعة من الفعاليات المُصاحِبة، ضمن البرنامج التعليمي للمؤسسة.
وتتضمَّن السلسلة الجديدة أربعة معارض، تشمل معرض «الساعة الأبدية – التجريد الإماراتي» في صالة العرض الرئيسية بالمؤسسة، تحت إشراف الدكتورة ميكاييلا واترلو، مدير المعارض لدى مؤسسة بسام فريحة للفنون. ويقدِّم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية أبدعها 14 فناناً تشكيلياً إماراتياً أسهموا بشكل كبير في تطوير الأساليب الفنية المعاصرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتضمَّن المعرض أيضاً أعمالاً فنية مُستعارة من الفنانين والأستوديوهات والمعارض الفنية التابعة لوزارة الثقافة في دولة الإمارات، إضافةً إلى معروضات أخرى من المجموعات الفنية الخاصة لبعض الفنانين.
ويعكس عنوان المعرض ازدواجية علاقة الإنسان بالزمن، حيث يتسارع مرور الزمن أحياناً، ويتباطأ أحياناً أخرى فيبدو وكأنه يمتدُّ إلى الأبد. وتتناول الأعمال الفنية في هذا المعرض العلاقة بين الزمن والوقت والعادات والتقاليد والهُوية المعاصرة، وتستكشف عمق التجارب الفردية التي اختبرها الفنانون، ما يوفِّر نظرة ثاقبة على الهُوية الثقافية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيوفِّر معرض «الساعة الأبدية - التجريد الإماراتي» للجمهور فرصة فريدة لاستكشاف التحوُّلات المهمة والتطوُّرات الجذرية التي شهدتها الحركة الفنية التجريدية المعاصرة في دولة الإمارات على مدى العقدين الماضيين، من خلال تسليط الضوء على إبداعات أربعة من «الفنانين الخمسة»، وهم حسن شريف وأخوه حسين شريف، وعبدالله الشريف، ومحمد أحمد إبراهيم، ومحمد كاظم، الذين قادوا الحركة الفنية التجريدية في دولة الإمارات في أواخر القرن العشرين. وتعود الأعمال المشاركة في المعرض للأخوين شريف، ومحمد إبراهيم، ومحمد كاظم، ما يوفِّر تجربة فريدة لعشاق هذه المدرسة الفنية الفريدة.
ويتضمَّن المعرض أيضاً مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية لعدد من الفنانين الإماراتيين البارزين، حيث يقدِّم الرسام عبدالقادر الريس لوحات تدمج بين الأشكال الهندسية والألوان البرَّاقة وفنون الخط العربي، وتعكس أعمال الرسامة منى الخاجة تناغم الأنماط الهندسية المعمارية مع العناصر الجمالية لفن الخط، ما يبرز القيم الأصيلة للثقافة الإماراتية.
أما الفنانة التشكيلية سلمى المري، فتستلهم من ذكريات طفولتها عناصر لوحاتها، من خلال استحضار المشاهد الطبيعية الواقعية في دولة الإمارات. ويستخدم الرسام محمد القصاب النقاط والخطوط لتبسيط الأنماط المعقَّدة وتجسيدها، ويركِّز النحّات عبدالرحيم سالم على تفكيك الأشكال التصويرية وتحويلها لإبراز جوهرها الحقيقي.
وتستخدم الفنانة نور السويدي اختياراتها العشوائية للألوان لاستكشاف الانسيابية الحيوية للهُوية الإماراتية، وتبرز الفنانة نجاة مكي بلوحاتها التي تدمج مبادئ الألوان التجريدية لابتكار لغة بصرية تتناغم مع التجارب الإنسانية والعوالم الطبيعية.
وتشتهر النحّاتة شيخة المزروع بإبداعها في استخدام المواد الصناعية لتحدي التصوُّرات المُسبقة عن المساحات والأشكال، ويعتمد الفنان خالد البنا على التجريد الهندسي لإعادة بناء الأشكال والأنماط لمحاكاة ملمس وشكل الطبيعة في دولة الإمارات. وتستخدم الفنانة ابتسام عبدالعزيز مخزونها الدراسي في العلوم والرياضيات لابتكار قطع فنية مستلهمة من الأنماط الهندسية وهيكليات الأنظمة، لتتعمَّق في تجسيدها لموضوعات الهُوية الوطنية وعناصر النسيج الاجتماعي.
وقالت الدكتورة ميكاييلا واترلو، مدير المعارض لدى مؤسسة بسام فريحة للفنون: «على مدى العشرين عاماً الماضية، طرأ كثير من التغيُّرات الجذرية على ثقافة وطبيعة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأدّى الفنانون المبدعون مثل حسن شريف والفنانين الخمسة دوراً ريادياً ومهماً على صعيد استخدام الفن التجريدي كوسيلة لاستكشاف التأثير الذي تركته هذه التغيُّرات على الهُوية الوطنية التقليدية للمجتمع الإماراتي».
وأضافت: «يسرُّنا استعراض أعمال هؤلاء الفنانين المبدعين، إضافةً إلى مجموعة من الشخصيات الفنية الرئيسية التي تستكشف عوالم الأنماط الهندسية وفن الخط والفن المعماري في حقل الفن التجريدي من خلال اللوحات التشكيلية والمنحوتات الفنية المذهِلة، ولم يكن تحقيق هذا الإنجاز ممكناً من دون الدعم الذي تلقّيناه من وزارة الثقافة، ومؤسَّسة برجيل الفنية، إضافةً إلى التعاون الذي أبداه الفنانون وجامعو المقتنيات الفنية والصالات الفنية الذين سمحوا لمؤسسة بسام فريحة للفنون باستعارة بعض الأعمال الفنية من مقتنياتهم الخاصة، وأشعر بامتنان كبير لهم جميعاً لمساهماتهم المشكورة في معرض (الساعة الأبدية)، كما أتطلَّع بشوق إلى مشاركة هذه القطع الفنية المميَّزة مع الجمهور في شهر أكتوبر المقبل».
وتتضمَّن سلسلة المعارض الأربعة الجديدة أيضاً «معرض رؤى الشرق»، الذي تُنظِّمه صالة العرض الرئيسية في مؤسسة بسام فريحة للفنون، ويشمل مجموعة رائعة من الأعمال الفنية التي تُعرَض من مجموعة المقتنيات الخاصة بسعادة بسام سعيد فريحة، مؤسِّس المؤسسة، ويضمُّ أعمالاً لفنانين من فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وروسيا والمملكة المتحدة.
وتضمُّ الأعمال المعروضة تشكيلة مميزة من لوحات كبار المستشرقين المعروفين مثل رودولف إرنست، وليون كوميير، وباول لوروا، وفابيو فابي. وبدأ سعادة بسام فريحة في جمْع هذه المجموعة الفنية من أعمال الحركة الاستشراقية قبل أكثر من خمسين عاماً، وتعكس مجموعته النظرات التخيُّلية التي تشكَّلت في أذهان الفنانين الغربيين عن سحر الشرق. وتُقدِّم اللوحات لمحة عن مدى انبهار الغرب بالشرق، حيث يتجلَّى الإعجاب الحقيقي بالطبيعة والفن المعماري والثقافة، على الرغم من أنَّ المشاهد المرسومة قد تكون مغايرة للواقع الفعلي.
وتستعرض مجموعة فريحة أيضاً تفاعل الفنانين مع الحياة في مناطق الشرق التي تضمُّ حالياً تركيا واليونان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يتيح للزوّار استكشاف مدى تأثير ذلك في التصوُّر الغربي للشرق في القرن التاسع عشر.
ويُقام معرضٌ للنحّات اللبناني طارق القاصوف، في صالة «آنيكس جاليري»، حيث يقدِّم منحوتته الفنية «الحدود». وتضمُّ تحفته الفنية 29 قطعة منحوتة من الأحجار الجيرية المُزدانة بالذهب من عيار 22 قيراطاً، ويدعو القاصوف من خلالها إلى التفكير في الحدود غير المحسوسة التي تؤثِّر في حياتنا اليومية مثل المعايير الاجتماعية، ما يمنح الزوّار فرصة للتعرُّف بشكل أعمق على ذواتهم.
أما المعرض المُلحق بعنوان «خطوط من رسائل»، فيعرض الإسكتشات الأولية للقاصوف التي تسلِّط الضوء على أفكاره الأولية حول مفهوم منحوتة «الحدود»، إضافةً إلى مجموعة من الكتابات التي تؤطِّر عمله الفني المُبتكر. وتعكس أعمال القاصوف وكتاباته انبهاره الكبير بالتفاعل بين الأشياء الملموسة وغير الملموسة، وتُعدُّ هذه السلسلة مُتنفَّساً لاستكشاف أثر القيود والحرية في حياة الإنسان.
وتتضمَّن السلسلة منحوتات أنتوني جيمس، التي تُقام في «حديقة المنحوتات» التابعة لمؤسسة بسام فريحة للفنون، وتضمُّ منحوتتين فنيتين من إبداعات النحّات العالمي الحائز جوائز عدة، أنتوني جيمس؛ إحداهما مُستعارة من «أوبرا جاليري»، وتجسِّد مرآة تعرض مجموعة من الانعكاسات الداخلية التي تمتدُّ إلى ما لا نهاية على شكل مجسَّم مكوَّن من 20 وجهاً مستوياً لمثلثات متساوية الأضلاع. وتعكس هذه المنحوتة الأسلوب المُميَّز لأنتوني جيمس، الذي يسعى من خلالها إلى إعادة استكشاف الكون ونقاط التلاقي بين العلم والفلسفة.
يُذكَر أنَّ أنتوني جيمس هو الفنان الوحيد الذي تُعرَض أعماله حالياً في مجموعة من صالات العرض الفنية في آسبن وبيفرلي هيلز وسنغافورة ودبي ولندن ونيويورك، ونُشِرَ عن أعماله العديد من المقالات الصحفية في صحيفة نيويورك تايمز، ومجلات فوج، وبلومبيرغ، وفوربس، وظهرت إحدى منحوتاته في فيلم «البصلة الزجاجية: أشهروا السكاكين».