تُنظِّم مؤسسة بسام فريحة للفنون معرضها الافتتاحي في 4 مارس 2024 في منطقة السعديات الثقافية في أبوظبي تحت عنوان «أصداء الشرق» من خلال عرض أعمال من الحركة الفنية الاستشراقية وأعمال فنية لنخبة من الفنانين العرب المعاصرين.
وأسس سعادة بسام فريحة، رجل الأعمال وجامع المقتنيات الفنية الثمينة، مؤسسته غير الهادفة للربح التي يقع مقرها في جزيرة السعديات، لاستعراض المقتنيات الفنية العالمية، وإتاحة الفرصة للجمهور عبر برنامج معارضها لاكتشاف الأعمال الفنية نادرة الظهور التي تضمها مجموعات من المقتنيات الفنية الخاصة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، إضافة إلى رعاية برنامج للمبادرات الثقافية والتعليمية، ودعم المواهب الصاعدة.
وقال سعادة بسام فريحة: «أرغب في جعل مؤسسة بسام فريحة للفنون مقصداً رئيسياً يُلهم جامعي المقتنيات الفنية الثمينة الآخرين مشاركة تحفهم الفنية مع الجمهور، والإسهام في تعزيز المشهد الثقافي المزدهر في المنطقة. وبخصوص مجموعة مقتنياتي، فهي تعكس رحلتي الشخصية التي وجَّهتها قوة الفن في تحدي السرديات السائدة، وقدرته على أن يكون انعكاساً للمجتمع. وأرجو أن تكون المؤسسة مصدراً لإلهام الجيل التالي من رُعاة الفن، وأداةً لتعزير ثقافةٍ عنوانها الرعاية بوصفها عنصراً شديد الأهمية على ساحة الفنون».
ويقدم معرض «أصداء الشرق» أعمالاً فنية تنتمي إلى الحركة الاستشراقية من مجموعة المقتنيات الخاصة لسعادة بسام فريحة، إلى جانب صور فوتوغرافية تعود إلى القرن التاسع عشر، وأعمال من ابتكار فنانين عرب مشهورين ينتمون إلى الحركة الفنية المعاصرة والحديثة.
ويفتح المعرض نافذة نشاهد من خلالها انبهار الغرب منذ القدم بعالم الشرق، إذ يكشف عن طيف واسع من وجهات النظر المختلفة، ويقدم لمحة عن الشرق الأوسط وتصورات العالم له، ويُبرز المسحة الرومانسية التي أُسبغت عليه على مرِّ الزمن. وفي المجمل، يتمحور المعرض حول مفهوم الأنوثة كما صوَّرته حركة الفن الاستشراقي، بدءاً من تجسيد الجواري والإماء في مشاهد حياتية في الحرملك، وصولاً إلى التعابير المُفعمة بالمشاعر الدافئة والصادقة عن عاطفة الأمومة الحانية، ويغوص في عالم يختلط فيه الواقع بالخيال في نمط لطالما تكرر في الفن الاستشراقي.
ويُعيد المعرض إحياء رواية الفن الاستشراقي من خلال عرض لوحات غربية بريشة رودولف إرنست وليون كومير وباول لوروا وجان بابتيست هويسمانز وفابيو فابي المأخوذة من مجموعة مقتنيات فريحة، إلى جانب أعمال فنانين عرب، من بينهم حبيب سرور ومصطفى فروخ وقيصر الجميّل وتوفيق طارق، إضافة إلى الأعمال الأولى للفنان الإماراتي عبد القادر الريِّس، وصور فوتوغرافية تعود إلى القرن التاسع عشر وتنتمي إلى حركة الفن الاستشراقي بريادة غابرييل ليكيجيان وجان باسكال سيباه وتانكراد دوماس وإيبوليت أرنو.
وقالت ميكايلا واترلو مديرة المعارض لدى مؤسسة بسام فريحة للفنون والتي تشرف على معرض «أصداء الشرق»: «تهدف هذه المقاربة إلى التشجيع على بدء حوار هادف بين الشرق والغرب يتمحور حول حركة الفن الاستشراقي، ودعم التفكير النقدي بشأن الرواية الحالية المنسوبة إلى الفن الاستشراقي، وتعزيز فهمٍ أعمق للتبادل الثقافي الذي يتخطى حدود الزمان والمكان».
وأضافت: «تمثل هذه الصور الفوتوغرافية جسراً بصرياً يربط بين خيالات المُستشرقين المُجسَّدة في اللوحات من جهة، والواقع الفعلي مثلما نراه بعدسة المصورين الفوتوغرافيين الغربيين من جهة أخرى».
ويقام معرض «أصداء الشرق» بالتزامن مع معرض آخر تحت عنوان «إحياء الرؤى» في صالة العرض المُلحقة بالمؤسسة، وهو يضم صوراً فوتوغرافية بعدسة الفنانة العراقية الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة، سما الشيبي، من سلسلة «يحملن أوزاراً»، إضافة إلى منحوتاتٍ شِعرية صاغتها الفنانة الإماراتية عزة القبيسي، في حوار يتداخل مع صور فوتوغرافية تنتمي إلى حركة الفن الاستشراقي التقطها كلٌّ من ألكسندر ليرو وأرام ألبان في القرن التاسع عشر. ويقدم المعرض نظرة نقدية للتصويرات الغريبة للمرأة العربية في الصور التاريخية، ويستكشف التفاعل الخفي بين التاريخ والسلطة والتصوير للوصول في نهاية المطاف إلى إصلاح السرديات. وتمثل الصور الفوتوغرافية للفنانة سما الشيبي، التي توظف عمليات الطباعة بزلال البيض والحفر الضوئي المستخدمة في القرن التاسع عشر، حلقة وصل بين الصور التاريخية والخطاب المعاصر. أما المنحوتات التي شكَّلتها الفنانة عزة القبيسي، فهي تقدم تفسيراً آخر للقيمة الرمزية للحجاب ضمن سياق معاصر.