وقَّع مركز أبوظبي للغة العربية مذكرة تفاهم مع مركز محمد بن راشد للفضاء، لتعزيز حضور اللغة العربية في المجالات العلمية، وتحقيقاً لأهداف المركز الاستراتيجية الرامية لتفعيل الحوار الثقافي المعرفي.

وبموجب مذكرة التفاهم، التي وقَّعها سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، في مقرِّ المركز في دبي، سيعمل الطرفان على تعزيز التبادل والتعاون بين الجهتين، وتنفيذ المشاريع والبرامج والمبادرات التي تتعلَّق بمجالات عملهما، وإصدار كتاب يوثِّق تجربة مركز محمد بن راشد للفضاء التي رسَّخت مكانة دولة الإمارات في نادي الكبار لاستكشاف الفضاء بإنجازات نوعية ومهمات تخدم البشرية.

وسيواصل مركز أبوظبي للغة العربية سدَّ الفجوة بين ما حقَّقته دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء والابتكار، وبين التعبير عنه باللغة العربية، ما يُسهم في استعادة حضورها في قطاعَي الفضاء والفلك.

وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «نثق بأنَّ هذه الشراكة المميَّزة مع مركز محمد بن راشد للفضاء ستصبُّ إيجاباً في مسيرة سعي مركز أبوظبي للغة العربية الدائم لدعم جهود استخدام اللغة العربية في التخصُّصات العلمية الحديثة، وتعزيز المحتوى العلمي باللغة العربية في مجالات التقنيات الحديثة، وفي مقدِّمتها علوم الفضاء».

وأضاف سعادته: «يُمثِّل التعاون الذي اتفقنا عليه ضمن المذكرة، لإنجاز كتاب متخصِّص حول تجربة مركز محمد بن راشد للفضاء، فرصةً ثمينةً لتقريب هذه التجربة للأجيال الجديدة، وتعريفهم بما تتضمَّنه من تفاصيل علمية وإدارية ومنجزات فارقة. وسنقوم بذلك بطرق مبتكرة تستخدم جماليات اللغة العربية، لتفتح آفاق خيالهم وقدراتهم الابتكارية والإبداعية».

وتابع الطنيجي: «نستهدف من هذه الشراكة المهمة تقديم مثالٍ عمليٍّ على قدرة اللغة العربية على استيعاب علوم العصر، والتعبير بدقة وبلاغة عن كلِّ ما شهدته فروعها من تطوُّرات ومنجزات، خاصةً هذا القطاع الحيوي الذي تتصدَّر دولة الإمارات قيادته عربياً، لمساعدة الأجيال الجديدة على التفكير بلغتهم الأصيلة في كلِّ ما يتعلَّق بقضايا عصرهم العلمية والفكرية، والإسهام بقوة في نسيج الحضارة المعاصرة، مستفيدين من تراثهم العريق».

ويسعى مركز أبوظبي للغة العربية بموجب المذكرة إلى رصد تجربة دولة الإمارات الفضائية، التي أصبحت خامس قوة فضائية تصل إلى كوكب المريخ، وعاشر دولة تنجح في مهمات السير في الفضاء، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء.

وقال سعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: « إنَّ التفاعل مع الجمهور ومشاركة بيانات ومستجدات مهماتنا باللغة العربية أولوية لدى مركز محمد بن راشد للفضاء. وتدعم الشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية التزامنا بالعمل على تعزيز الاهتمام بعلوم الفضاء وفهمها في العالم العربي».

وتابع سعادته: «من خلال تعزيز المحتوى العربي العلمي والتقني، يمكننا إلهام جيل جديد من الشباب العربي للتخصُّص في مختلف مجالات العلوم، والإسهام في بناء اقتصاد يرتكز على المعرفة».

وأضاف المري: «هذه الشراكة نتاج رؤيتنا المشتركة تجاه مجتمعنا، ودعمنا لحضور اللغة العربية في النقاشات العلمية، وتعزيز مكانة دولة الإمارات الرائدة في مجالَي استكشاف الفضاء والثقافة».

وانسجاماً مع مذكّرة التفاهم التي تستمرُّ ثلاث سنوات، سيضع المركزان إطارَ عملٍ لتفعيل المشاركة التبادلية في فعالياتهما السنوية، وأبرزها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ودراسة سُبُل التعاون في مجالات النشر والإنتاج الثقافي، وتعزيز المحتوى العلمي باللغة العربية، وتنظيم ورشِ عملٍ ودوراتٍ تدريبيةٍ بين المركزين، وإقامة منصَّة لعرض كتب مركز أبوظبي للغة العربية في مركز محمد بن راشد للفضاء، إضافةً إلى تبادل الخبرات العملية، وتطوير الموارد البشرية، وتنظيم جدول للمشاركات الدولية المختلفة بين الجانبين.